تعتبر منطقة القصيم في السعودية واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تجمع بين التراث العريق والثقافة الأصيلة، مما يجعلها نقطة جذب للمهتمين بتاريخ المملكة حيث تتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي الذي يعكس طابعاً مميزاً في كل ركن منها، ولا تقتصر جاذبية القصيم على جمالها الطبيعي التي تشتهر به إنما تشمل أيضاً تراثاً ثقافياً غنياً يروي قصصاً تاريخية مميزة ويعكس كيف كانت الحياة في الماضي والذي يتمثل في العمارة التقليدية مثل البيوت الطينية والقصور القديمة بما فيها بيت البسام التراثي ، كما تلعب الأسواق الشعبية مثل سوق المسوكف دوراً مهماً في الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة.
وفي هذا السياق يبرز بيت البسام كرمز لإحياء تاريخ القصيم إذ يعد مثالاً حياً للعمارة التقليدية ويعكس بوضوح كيف يمكن للتراث المعماري أن يساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز الوعي التاريخي، فمن خلال هذا المقال نسلط الضوء على بيت البسام ونتعرف على كيفية احياءه لتاريخ القصيم لتقديمه للأجيال القادمة التي تعتز بتاريخ وتراث الأجداد وثقافتهم الأصيلة.
لمحة عامة عن بيت البسام التراثي
يعتبر من أهم المعالم التاريخية والأثرية في محافظة عنيزة التابعة لمنطقة القصيم، وهو قصر طيني تبلغ مساحته حوالي 35000 متر، حيث تم بناءه وفقاً لأسلوب الطراز النجدي خلال فترة التطور المعماري التي شهدتها محافظة عنيزة عام.
مميزات بيت البسام
- تم اختياره من قبل الأمانة العامة للآثار والمتاحف كواحد من المباني التراثية الطينية بالمملكة.
- استخدم في بنائه مادة الطين العازلة للحرارة بالاضافة إلى الحجر والخشب تماشياً مع طبيعة المناخ في عنيزة.
- يتميز البيت بالارتفاع العالي للأسقف حيث يأخذ تصميمه من شجر الأثل وجريد النخل، ويضم واجهة ضخمة وأقواس مزخرفة إلى جانب حديقة واسعة تحتوي على أشجار النخيل والخضروات وغيرها.
- يقام فيه العديد من الفعاليات المحلية والشعبية بما فيها الحرف اليدوية والمأكولات الشعبية بالاضافة إلى البرامج النسائية.
أقسام بيت البسام التراثي بالقصيم
يعتبر هذا البيت تحفة معمارية تعكس التراث النجدي في تلك الفترة، ليصبح متحفاً حياً يروي قصة حياة الأجداد وعاداتهم وتقاليدهم، حيث يتكون من 30 غرفة منها؛ غرف نوم ومخازن ومجالس لأستقبال الضيوف، ولكل منها وظيفتها الخاصة التي تعكس نمط الحياة القديمة وتفاصيلها.
الديوانيات
- أماكن مخصصة لاستقبال الضيوف والاجتماعات العائلية.
- تتميز بمساحتها الواسعة وأثاثها الخشبي المزخرف.
- يضم البيت مجلس صيفي للرجال وآخر ربيعي، بالاضافة إلى مجلس للقهوة يطلق عليه أسم المعشى.
المصاريع
- عبارة عن فتحة علوية في الجدار تسمح بمرور الضوء والهواء إلى الغرف الداخلية.
- كانت تستخدم لتنظيم درجات الحرارة والتهوية داخل الغرف.
- تم تزيينها بزخارف هندسية ونباتية تعكس الذوق الفني.
جناح العائلة
- يتكون من جزأين، فالأول مخصص لأفراد الأسرة والثاني مخصص لاستقبال الأقارب.
- غرفة معيشة مكشوفة لتدخل إليها أشعة الشمس.
- غرفة مخصصة للولادة وغرفة للعروس أخرى خاصة بحلي المرأة، إلى جانب غرفة للتمريض.
- غرفة مخصصة لتخزين الأسلحة وبجوارها غرفة لكنز التمر.
المطبخ
- كان مجهزاً بالأدوات والأواني التقليدية المستخدمة في تحضير الطعام.
- يضم تنوراً طينياً لخبز الخبز وأواني نحاسية لطبخ الطعام.
السرداب
- عبارة عن غرفة تحت الأرض يتم استخدامها بهدف تخزين الطعام في فصل الصيف والحفاظ عليه من درجات الحرارة.
- كان يستخدم كملاذاً آماناً في حالات الطوارئ.
الحوش والحديقة
- الفناء الداخلي للبيت، وهو المكان الذي تجتمع فيه العائلة.
- يحيط حوله غرف النوم والمخازن.
- يقابل الحوش حديقة واسعة وفناء مخصص للماشية.
فعاليات بيت البسام التراثي
لا يقتصر دور بيت تراث البسام على كونه معلماً معمارياً فحسب، إنما هو بيت تراثي امتد ليكون مركزاً ملماً بالفعاليات الثقافية والاجتماعية الى جانب إقامة البرامج والأنشطة المختلفة التي تحافظ على التراث وتعكس الأصالة السعودية.
أبرز الفعاليات التي يشهدها قصر تراثي البسام
- المعارض الفنية والحرفية التقليدية مثل؛ النقش على الخشب والجلود والسلال والحلي وغيرها.
- ورش العمل التدريبية التي تغطي مختلف المجالات الحرفية والتراثية حيث يمكن للزوار المشاركة فيها وتعلم كيفية صنع الحلي التقليدية أو النقش على الخشب أو حتى تحضير الأطعمة التقليدية.
- تقام العديد من المهرجانات الموسمية المتزامنة مع المناسبات الوطنية والدينية مثل؛ مهرجان رمضان وعيد الفطر والأضحى.
- الحفلات الموسيقية العربية التي تحيي الموروث الشعبي.
- يستضيف البيت محاضرات وندوات ثقافية حول تاريخ المنطقة وتراثها.
- يوفر استديوهات مجهزة بأدوات التصوير التقليدية حيث يمكن للزوار أخذ الصور التذكارية بالزي الشعبي التقليدي.
- يضم مطاعم ومقاهي تقدم الأطعمة والمشروبات الشعبية والمحلية.
- يقام فيه المزادات المتعلقة بالتراث الشعبي.
وفي ختام استعراضنا لكيفية إحياء البسام التراثي لتاريخ القصيم، فإنه يتجلى لنا أن هذا المعلم الثقافي ليس مجرد قصر تقليدي بل هو رمز يعيدنا الى جذور الماضي ويعيد إحياء تراث المنطقة من خلال تصميمه المعماري وأقسامه المتنوعة التي تعكس نمط الحياة القديمة، الى جانب الفعاليات التي يقدمها لتساهم في تعزيز الوعي بالتراث المحلي ونقله للأجيال القادمة.
وفي حال رغبتك بالاطلاع على مقالات مشابهة لهذا الموضوع فإننا نقترح عليك التالي؛ متحف الطيبات وجهة سياحية مميزة، أو جولة في متحف سكة الحجاز بالمدينة المنورة، وإذا كنت بحاجة الى قراءة المزيد ستجد العديد من المقالات المنوعة والمفيدة في مدونة بيوت السعودية، حيث يمكنك ايضاً متابعتنا على وسائل التواصل الاجتماعي المتواجدة في أسفل الصفحة للبقاء معنا والاطلاع على كل ما هو جديد.