تعد بلدة الخبراء التراثية واحدة من أهم الوجهات السياحية التي تبرز جمال التراث السعودي القديم، حيث تعتبر نموذجًا فريدًا للعمارة التقليدية والحياة الاجتماعية في المملكة. تقع بلدة الخبراء في منطقة القصيم وهي مليئة بالعناصر الثقافية والتاريخية التي تجعلها مقصدًا للمواطنين والزوار من مختلف أنحاء المملكة.
في هذا المقال، سنتناول موقع البلدة الجغرافي أبرز عناصرها، و كما سنتناول تاريخها وآثارها المختلفة، بالإضافة إلى أهم الفعاليات والمهرجانات التي تقام يها، لا تفوت فرصة الانضمام إلينا في رحلتنا التاريخية الشيقة!
حول بلدة الخبراء التراثية
هي واحدة من أبرز المعالم التاريخية والثقافية في منطقة القصيم. تعتبر نموذجًا حيًا للعمارة التقليدية والحياة الاجتماعية في الماضي، حيث تشتهر بمبانيها الطينية القديمة، وأسواقها التراثية، ومساجدها التاريخية. كما تتميز بعناصر ثقافية غنية تعكس تاريخًا طويلًا من الزراعة والتجارة، فقد كانت مركزًا مهمًا في المنطقة منذ القدم. اليوم، تعد بلدة الخبراء وجهة سياحية مميزة، حيث يقصدها الزوار للاستمتاع بجمال طبيعتها، واكتشاف آثارها القديمة، والمشاركة في مهرجاناتها الثقافية التي تعكس التراث السعودي الأصيل.
موقع بلدة الخبراء التراثية
تقع بلدة الخبراء في قلب منطقة القصيم في محافظة رياض الخبراء، على الضفة الشمالية لوادي الرمة، في منطقة مفتوحة من الجهة الشرقية والشمالية. تتميز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، حيث تقع في وسط الطريق بين أبرز مدن منطقة القصيم. فهي تبعد حوالي 60 كيلومترًا عن مدينة بريدة، و40 كيلومترًا عن عنيزة، و20 كيلومترًا عن الرس، و10 كيلومترات عن البكيرية.
كما يمر بها طريق القصيم – المدينة المنورة، مما يسهل الوصول إليها. ومن خلال موقعها هذا، كانت البلدة تستفيد من قربها لوادي الرمة، حيث كان يحيط بالبلدة في حالات امتلاء الوادي بالمياه، مما منحها ميزة دفاعية في الماضي للكشف المبكر عن أي تهديدات قبل وصولها.
أهمية القرية
تعتبر قرية الخبراء التراثية من أبرز المواقع التي تعكس قيمة التراث العمراني في المملكة، حيث تم اعتمادها من قبل هيئة التراث ووزارة السياحة كأحد المواقع التراثية الهامة. تضم القرية العديد من المكونات التراثية الثمينة التي تحكي تاريخ المنطقة، ورغم فقدان بعض من مقتنياتها التراثية بعد نزوح سكانها إلى مخطط الخبراء الجديدة منذ أكثر من أربعين عامًا، إلا أن العديد من آثارها تم استعارتها واستخدامها في قرية الجنادرية التراثية.
في إطار الحفاظ على هذه القرية الفريدة، قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالإشراف على مشروع تأهيل بلدة الخبراء القديمة، والذي شمل ترميم العديد من المعالم التاريخية الهامة مثل المساجد، والمدارس، وسوق المجلس، وأكثر من 40 منزلًا قديمًا. كما تم تطوير البنية التحتية للبلدة وتهيئة الخدمات اللازمة، بهدف تحويلها إلى واحدة من أهم الوجهات التراثية في المملكة، وجعلها نقطة جذب رئيسة في منطقة القصيم.
تاريخ بلدة الخبراء القديمة
يعود تاريخ بلدة الخبراء إلى العصور القديمة، حيث كانت تُسمى “خبراء السدر” في العصر الجاهلي نسبة لأشجار السدر التي كانت تنمو فيها. يختلف المؤرخون حول تاريخ تأسيسها، إذ تشير الدلائل إلى أنها تأسست بين عامي 995 هـ و1140 هـ. قامت قبيلة العفالق القحطانية بتعمير البلدة بعد نزاع مع قبائل عنيزة. وكانت الخبراء حصنًا حصينًا صمد في وجه الغزوات، بما في ذلك حصار عبد العزيز بن رشيد. بعد توحيد المملكة، هاجر سكانها إلى مدن أخرى، وفي عام 1402 هـ غمر سيل القرية، وانتقل سكانها إلى مخطط جديد غرب البلدة.
آثار بلدة الخبراء التراثية
تتميز بلدة الخبراء بعدد من المعالم الأثرية البارزة مثل سوق المجلس الذي يضم أكثر من 50 دكانًا، والبرجان في الجهة الشرقية بالقرب من بقايا السور القديم (العقدة). كما تشمل البلدة المقبرة القديمة، قصر النويصر، بيت العويرضي، ودكان العوهلي. تحتوي البلدة على حوالي عشرة آبار (حسو) وكانت جميع مبانيها تُبنى من الطين. يبلغ قطر السور حوالي 1 كيلومتر، وله أربعة أبواب رئيسية. تاريخيًا، بلغ عدد سكان البلدة حوالي 3500 نسمة في القرن الثاني عشر الهجري، وامتدت لتشمل مدن رياض الخبراء والبدائع مع تزايد السكان.
هل أنت شغوف بالمناطق التاريخية في السعودية، إذًا اكتشف أسرار قرية سدوس التاريخية عبر مدونة بيوت السعودية.
عناصر بلدة الخبراء التراثية ومكوناتها
يحتضن القرية سور ضخم يعمل كدرع لحماية سكان القرية وتوفير الأمان لهم ويصد أي تهديدات محتملة من المحيط الخارجي. يزيد ارتفاع السور عن ستة أمتار، مزود بأربعة أبراج للمراقبة بارتفاع ثلاثة طوابق عند المداخل الرئيسية. أما أبواب القرية فهي أربعة، موزعة على جهاتها الأربعة التي يضم منها أزقة وشوارع تربط القرية بالحياة الخارجية. وفي الساحة الرئيسية ستجد السوق الشعبي الذي يتخذ شكلاً شبه مستطيل برأس مثلث، تمتزج فيه لأنشطة الاقتصادية والروحانية، والاجتماعية، والثقافية والترفيهية. ويتكون من محلات تجارية وأماكن للجلوس.
الطابع المعماري للقرية
تتكون معظم المنازل في قرية الخبراء من تصميم مستطيل أو شبه مستطيل، وغالبًا ما تكون مكونة من طابق واحد أو طابقين، والعديد من الغرف. وتكون القهوة عادة بجانب المدخل الرئيسي، مع وجود مجلس أو أكثر. كما تحتوي غالبية المنازل على غرفة خاصة لتخزين التمور تعرف بـ”الجصة”. أما ما يربط بين منازل القرية، فهي قبب تنتشر في الشوارع الفرعية، أشهرها قبة العمر وقبة الصلحة. كما وتنتشر المساجد، والقهاوي، إلى جانب منازل الضيافة في القرية، والتي تدل على كرم الضيافة والعطاء لدى السكان.
مهرجان بلدة الخبراء التراثية
تحتفل بلدة الخبراء بالعديد من المهرجانات التي تستقطب العديد من الزوار من مختلف أنحاء المملكة سنويًا. ولعل أبرزها مهرجانات “معية الخبراء”، التي تستمر لمدة عشرة أيام، وتمتاز بفعاليات اجتماعية وتاريخية وشعبية مميزة. كما وتحتفل القرية بمهرجان ربيع الخبراء، ومهرجان المرأة. وتقيم معرض للرحلات والتخييم، ومعرض للسيارات الكلاسيكية. هذا بالإضافة إلى ملتقى الشعراء والموروث الشعبي.
وصلنا إلى نهاية مقالنا حول بلدة الخبراء التراثية ، حيث تناولنا نبذة عامة عن القرية، موقعها وأهميتها إلى جانب تاريخها العريق، ثم سلطنا الضوء على عناصر القرية وطابعها المعماري، وأخيرًا تعرفنا على أبرز المهرجانات والفعاليات التي تقام بالقرية. للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال البلدة القديمة العلا .. مزيج من التراث والتاريخ الإسلامي.