هل تساءلت يومًا عن السر وراء التحول الكبير والتطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية؟ الإجابة تكمن في الاستثمار في أهم مورد وهي الكوادر البشرية.
يمثل برنامج تنمية القدرات البشرية السعودي قفزة نوعية في مجال التنمية البشرية، حيث يهدف إلى بناء جيل جديد من القادة والمبدعين قادرين على دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات.
في هذا المقال سنتعرف على هذا البرنامج في التفصيل، نتناول أهدافه ورسالته، وكيف يساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. كما سنتناول نبذة حول وزارة التنمية البشرية والموارد الاجتماعية المسؤولة عن هذا البرنامج.
حول برنامج تنمية القدرات البشرية
يشكل برنامج تنمية القدرات في السعودية ركيزة أساسية لرؤية المملكة 2030، حيث يسعى إلى بناء جيل جديد من المواطنين المتمكنين والقادرة على المنافسة عالمياً. يهدف البرنامج إلى تطوير مهارات وقدرات المواطنين في مختلف المراحل العمرية، وتمكينهم من المساهمة الفاعلة في بناء اقتصاد المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة.
الأهداف الاستراتيجية
يهدف هذا البرنامج إلى إلى تحقيق رؤية طموحة تتمثل في بناء اقتصاد مزدهر تقوده قدرات وطنية ذات كفاءة عالية. ويسعى البرنامج إلى تحقيق هذه الرؤية من خلال مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، والتي تشمل:
- تحضير الطلبة لمهن المستقبل من مجالات تنمية القدرات البشرية وذلك من خلال بناء المهارات الأساسية التي يحتاجها الشباب للانخراط في سوق العمل مثل مهارة الابتكار، التفكير النقدي وحل المشكلات.
- توسيع آفاق المعرفة لدى الأفراد، وتمكينهم من مواكبة التطورات التكنولوجية والعلمية وذلك عبر توفير فرص التعلم مدى الحياة.
- تشجيع روح الابتكار وريادة الأعمال، وتوفير بيئة محفزة للأفكار الجديدة.
- ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل، وتوفير فرص تدريب وتأهيل للشباب.
- الاعتزاز باللغة العربية والعناية بها من خلال إدخالها في المواد التعليمية ونشر ثقافة التعامل بها.
- تعزيز دور أفراد الأسرة وإشراكهم في عملية التحضير لمستقبل الأبناء.
وفي هذا السياق، تعرّف ما هو برنامج إعانة البحث عن العمل السعودي.
القيم الأساسية
يسعى البرنامج إلى تحقيق أهدافه ورسالته من خلال غرس مجموعة من القيم السامية التي تتمثل في تعزيز قيم الانضباط وإتقان العمل، إلى جانب قيم العزيمة والمثابرة على تحقيق الأهداف للوصول إلى أفضل النتائج. إلى جانب ذلك، يسعى البرنامج إلى غرس القيم الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني. إلى جانب مجموعة من القيم الإنسانية الأخرى مثل التسامح والوسطية، المرونة والإيجابية، وغيرها العديد من القيم والمبادئ.
مجلس الإدارة
يتمثل مجلس الإدارة لهذا البرنامج بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يتولى رئاسة لجنة تنمية القدرات. وهو صاحب مقولة “ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله”. أما لجنة البرنامج فتتمثل بنخبة من وزراء المملكة، أبرزهم سمو الأمير بدر بن عبدالله آل سعود الذي يتولى وزارة الثقافة.
إنجازات البرنامج
شهد برنامج تنمية القدرات العديد من الإنجازات، حيث تم تطوير العديد من البرامج والمبادرات التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع. ومن أبرز هذه الإنجازات:
- ارتفاع معدلات الالتحاق برياض الأطفال لتصل إلى نسبة 40%.
- زيادة فرص إكمال التعليم وذلك بسبب التوسع في تقديم فرص التعليم وتنمية المهارات.
- تقديم الدعم للطلبة الدوليين عن طريق تبسيط إجراءات الابتعاث وتوفير فرص أكبر للطلبة للدراسة في الخارج وذلك ضمن المسارات الجديدة التي تضمنتها استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث .
- تحقيق الطلاب السعوديون إنجازات بارزة في المسابقات الدولية، مما يعكس جودة التعليم وتنمية المواهب.
- شهدت المملكة تطوراً كبيراً في مجال المهارات الرقمية، مما يعكس مواكبتها للتطورات التكنولوجية.
مستهدفات البرنامج بالأرقام
تتمثل الإنجازات التي حققها البرنامج بالنسب الإيجابية التي شهدها قطاعي التعليم والعمل مؤخرًا، حيث دخلت 6 جامعات سعودية ضمن تقييم أفضل 200 جامعة على مستوى العالم. ووصلت نسبة الزيادة في توطين الوظائف التي تطلب مهارات عالية إلى 40%. وقد حصلت السعودية على الترتيب رقم 45 في مؤشر رأس المال البشري للبنك الدولي على مستوى 157 دولة.
برنامج تنمية القدرات البشرية رؤية 2030
يلعب برنامج تنمية القدرات دورًا حاسمًا في تحقيق رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إليها المملكة، تتمثل هذه الأهداف في ما يلي:
- تنويع الاقتصاد، حيث يساهم البرنامج في تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط، من خلال بناء اقتصاد المعرفة القائم على الابتكار والإبداع.
- زيادة الإنتاجية، يؤدي تطوير مهارات وقدرات القوى العاملة إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات والخدمات.
- تعزيز تنافسية المملكة، يساهم البرنامج في تعزيز تنافسية المملكة على المستوى العالمي، من خلال بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
- تحسين جودة الحياة، حيث أن الارتقاء بقدرات المواطنين إلى تحسين جودة حياتهم، وزيادة مشاركتهم في صنع القرار.
وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية
هي إحدى الوزارات الحكومية الرئيسية التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع من خلال الارتقاء بواقع الموارد البشرية، وتوفير بيئة عمل جاذبة، وتعزيز التماسك الاجتماعي. تتولى الوزارة مسؤولية وضع وتنفيذ السياسات والبرامج التي تهدف إلى تطوير القوى العاملة، وحماية حقوق العمال، ودعم الأسر والأفراد، وتعزيز التنمية الاجتماعية الشاملة ومن أبرز أعمالها تنفيذ مؤتمر تنمية القدرات البشرية .
مهام الوزارة
تغطي مهام الوزارة مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك سوق العمل، والتأمينات الاجتماعية، والعمل، والحماية الاجتماعية، والتنمية الأسرية، والخدمات الاجتماعية. تسعى الوزارة جاهدة إلى بناء مجتمع حيوي وممكن، حيث يتمتع جميع أفراده بفرص متساوية لتحقيق أقصى إمكاناتهم.
للمزيد من المعلومات حول هذه الوزارة ننصحك بالاطلاع على مقال وزارة الموارد البشرية و التنمية الاجتماعية السعودية .. كل ما يهمك.
وصلنا إلى نهاية مقالنا حول مبادرة القدرات البشرية ، حيث تناولنا في هذا المقال التعريف ببرنامج تنمية القدرات، رسالته وأهدافه والإنجازات التي حققها مؤخرًا. كما اطلعنا على دور هذا البرنامج في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. وأخيرًا تناولنا نبذة حول وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك.