من كان يظن أن البنية التحتية القديمة قد تتحوّل يومًا إلى تحفة فنية تزين سماء العاصمة؟ في قلب الرياض، وضمن أحد أكبر مشاريعها التطويرية، ينهض برج الفنون في الرياض كرمز حيّ لتحول ثقافي جريء تمضي فيه المملكة بخطى واثقة. بارتفاع يصل إلى 30 مترًا وتصميم مستوحى من أبراج الكهرباء التي كانت يومًا ما مجرد ملامح وظيفية على الطريق، يعيد البرج تعريف العلاقة بين الفن والعمارة، ويعكس طموح الرياض في أن تصبح مركزًا للإبداع المعاصر.
نبذة عن برج الفنون في الرياض
يُعَدُّ برج الفنون معلمًا معماريًا مميزًا بارتفاع 30 مترًا، مستوحى من تصميم أبراج الكهرباء التقليدية التي كانت تصطف على طول طريق الأمير محمد بن سلمان. يتميز البرج بهيكله الفولاذي وألواحه الزجاجية الملونة بالأزرق، الأحمر، الأصفر، والبرتقالي، مما يجعله لافتًا للنظر خلال النهار ومضيئًا بشكل جذاب ليلاً.
موقع برج الفنون في الرياض ومكانته

- يقع البرج ضمن مشروع المسار الرياضي، وتحديدًا عند تقاطع طريق الأمير محمد بن سلمان مع طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول
- تم الإعلان عن المشروع في عام 2019 كجزء من مبادرات تطوير مدينة الرياض
- يُعتبر البرج مركزًا للفنون والثقافة، حيث يستضيف معارض فنية وفعاليات ثقافية، مما يعزز المشهد الفني في العاصمة
يُجسّد برج الفنون التزام المملكة بدمج التراث مع الابتكار، ويعكس رؤية السعودية 2030 في تعزيز الثقافة والفنون ضمن المشهد الحضري للرياض.
تصميم مستوحى من الماضي في برج الفنون
تصميم برج الفنون لم يأتِ من فراغ، بل استلهم المعماريون شكله من أبراج الكهرباء القديمة التي كانت تمتد على طريق الأمير محمد بن سلمان. إلا أن الفكرة لم تبقَ مجرد أعمدة فولاذية، بل تحوّلت إلى هيكل فني يُعيد إحياء الذاكرة الصناعية بروح جديدة، ويُجسّد تطوّر المدينة من البنية التحتية إلى البنية الإبداعية.
هندسة تجمع بين الخيال والواقعية
من يمرّ بجانب برج الفنون في الرياض سيلحظ لمسة تجريدية تُذكّر ببرج إيفل، ولكن بنسخة أكثر حداثة وجرأة. الزوايا الحادة والخطوط الهندسية المنحنية تمنح إحساسًا بالقوة والحركة، وكأن البرج ينبض بالحياة. فالتصميم ليس نسخة من الماضي، بل هو إعادة تفسير له بلغة معمارية شابة وجريئة.
ألوان مليئة بالحيوية
لم تُختَر ألوان البرج عبثًا؛ فالأزرق يرمز إلى الهدوء، والأحمر إلى الطاقة، والأصفر إلى الإبداع، أما البرتقالي فيعبّر عن الحماس. وفي وضح النهار، تعكس الألواح الزجاجية أشعة الشمس بألوانها المتوهجة، وكأنها لوحة فنية تزيّن سماء الرياض. هذه الألوان تضيف روحًا مرحة إلى المكان، وتجذب أنظار كل من يمرّ من هناك.
ملامح مدينة تتغير
برج الفنون ليس مجرد هيكلٍ معماري؛ بل هو رسالة. تصميمه الجريء يُعبّر عن تطلعات الرياض لتكون مدينة نابضة بالحياة، تحتضن الفن بروح منفتحة، وتبني مستقبلًا يجمع بين الأصالة والابتكار. إنه رمزٌ للجيل الجديد الذي يؤمن بأن الفن ليس حكرًا على المتاحف، بل يسكن في كل زاوية من زوايا المدينة.
الوظيفة الثقافية للبرج
برج الفنون لا يُعدّ مجرد مبنى جميل، بل يُمثّل منصة حقيقية للحراك الثقافي في مدينة الرياض. بتصميمه الفريد وموقعه الحيوي، يتحوّل البرج إلى مركز يحتضن الفن بمختلف أشكاله، ويمنح الزوّار تجربة فريدة لا تشبه أي مكان آخر. ومن أبرز الوظائف الثقافية التي يقدّمها:
- استضافة معارض فنية معاصرة من لوحات تشكيلية إلى فنون رقمية تواكب العصر
- عروض أداء حي مثل المسرح، الرقص، والعروض الموسيقية المفتوحة للجمهور
- احتضان فعاليات ثقافية متنوعة مهرجانات، ورش عمل، وجلسات نقاش لفنانين ومبدعين
- دعم المواهب المحلية والدولية عبر توفير منصة عرض ومساحات إبداعية للمشاركة والتفاعل
- جذب الزوار من داخل وخارج المملكة بفضل موقعه اللافت وتجربته الفنية المتكاملة
برج الفنون مركز ثقافي جديد في الرياض

حيث برج الفنون في الرياض ليس مجرد مبنى جديد، هو نقطة تحوّل في شكل المنطقة اللي حوله. وجوده في مشروع البوليفارد الرياضي أعطى للمكان طابع فني وثقافي مختلف، ورفع من قيمته كمقصد حضري متجدد، أبرز تأثيرات البرج على مشهد الرياض:
- تحويل المنطقة إلى وجهة للثقافة والفن بدل ما تكون مجرد ممر أو طريق
- تشجيع السياحة الداخلية، خصوصًا من الشباب والعائلات الباحثين عن تجربة فنية
- جذب السيّاح الدوليين المهتمين بالفن المعماري والثقافة السعودية الحديثة
- تعزيز هوية الرياض البصرية من خلال معلم مميز يسهل تمييزه في الأفق
في الختام، برج الفنون ليس مجرد هيكل من فولاذ وزجاج، بل هو تحفة فنية في الرياض، يروي قصة مدينة تحتضن هويتها وتعيد رسمها بريشة الإبداع. يجمع بين الماضي والحاضر، بين الجذور والطموح، ليكون مصدر إلهام لكل من يراه. ومع كل فعالية تُقام فيه، يولد شغف جديد ويُزرع حلم في قلب موهبة ناشئة.
إذا استمتعت باكتشاف تفاصيل برج الفنون في الرياض، فلا تفوّت فرصة التعرّف على معالم سعودية مميزة أخرى! ندعوك لزيارة مدونة بيوت السعودية، حيث تجد مقالات ملهمة تغوص في أعماق الفن، المعمار، والثقافة. ومن أبرز المواضيع التي ننصحك بقراءتها: مقال برج مياه بريدة، أحد الرموز المعمارية الفريدة في القصيم، والذي يحمل في تصميمه قصة بصرية تستحق التأمل.