هل تفكر كيف يمكن لمشروع واحد تغيير حياة مجتمع بأكمله؟ وماذا لو كانت المشاريع تستهدف تحسين البنية التحتية، والرفع من مستوى الخدمات التعليمية والصحية، وتعزيز السياحة في أحد أكثر المناطق تميزاً في السعودية؟ وكيف يمكن لهذه المشاريع تحقيق التنمية المستدامة؟
لا تكتفي امارة منطقة المدينة المنورة بالسعي لتحقيق أهدافاً تقليدية، بل تتبنى رؤية طموحة في تحويل المنطقة لمركز حضاري واقتصادي وثقافي رائد، من تحسين البنية التحتية وتحسين شبكة الطرق والمواقع السياحية والأثرية والإسلامية والتاريخية لتحقيق تحول شامل في جميع المجالات.
هيئة تطوير المدينة
تسعى هيئة تطوير المدينة إلى الريادة في الابتكار والتمكين والمواءمة مع جميع الجهات التي يتقاطع عملها مع مستهدفات المدينة المنورة، ومن خلال رأس المال البشري المتمثل في نخبة من المختصين والخبراء والاستراتيجيين تسعى الهيئة إلى الارتقاء بمستوى الخدمات والخبرات لأعلى المراتب على جميع الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية كجهة ريادية في التطوير الحضري والاجتماعي والاقتصادي. وتعتمد استراتيجية الهيئة إلى تطبيق أفضل الممارسات بمعاييرها العالمية عبر عمليات التنسيق والتعاون والشراكة الفعالين مع القطاعين العام والخاص، وذلك لدعم تنفيذ البرامج التي تعمل عليها الهيئة بكل كفاءة ووقت قياسي. وتسعى الهيئة إلى تحقيق القيمة المضافة بشكل فعال من حيث التكلفة بما يضمن مستهدفات وخطط الجهات المعنية من جميع القطاعات.
رؤية ورسالة وأهداف الهيئة
تتطلع الهيئة لأنه تكون مؤسسة عالمية للتميز، وذلك في تقديم الخدمات ذات الجودة العالية والتنافسية الإقليمية وفعالية الجهات المعنية. وتسعى كجهة منسقة ضمن منطقة المدينة المنورة إلى إشراك القطاعين العام والخاص في دعم وتطوير المنطقة، وتعزيز التميز المؤسسي وتقديم الخدمات المستدامة المساهمة في جودة الحياة، والمرونة والابتكار في المنطقة.
وتهدف الهيئة بالتنسيق مع اختصاصات الأجهزة المعنية الأخرى إلى التطوير الشامل والتخطيط للمنطقة في المجالات السكانية والعمرانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية والبيئية والبنية الأساسية والنقل والبنية التحتية الرقمية. بالإضافة إلى توفير احتياجات المنطقة من المرافق العامة والخدمات.
مشاريع امارة منطقة المدينة المنورة
قامت هيئة تَطوير المدينة بوضع خريطة مشروع تطوير المدينة المنورة للعمل على مجموعة من المشاريع في الحاضر، بالإضافة إلى مشاريع المدينة المنورة المستقبلية ، ومن أبرز هذه المشاريع:
مشروع الملك سلمان بن عبد العزيز لتوسعة مسجد قباء، مع تطوير المنطقة المحيطة به
يسعى المشروع إلى رفع الطاقة الاستيعابية لمسجد قباء حيث تقدر مساحة التطوير 50 ألف متر مربع بطاقة استيعابية تصل إلى 66 ألف مصلي. ويقوم المشروع على ربط المسجد بساحات مظللة من جهاته الأربعة بمصليات مستقلة وغير متلاصقة لمبنى المسجد الحالي، وتوفير جميع الخدمات فيها، ورفع كفاءة المسجد لحالي بخدماته وتحسين بنيته التحتية وتسهيل الطرق التي تصل إليه، وتعزيز أمن المصلين، وإحياء وتطوير عدد من المواقع والآثار النبوية ضمن نظاقه وساحاته. بالإضافة إلى تطوير الأحياء والمواقع التاريخية المحيطة بالمسجد والتي تشمل 57 موقعا، مع شمول العديد من المزارع والبساتين والآبار التي تربط ثلاث مسارات نبوية.
ترميم الجدار القبلي
قامت الهيئة بالتعاون مع وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي بتنفيذ مشروع ترميم الجدار القبلي في المسجد النبوي، وفقاُ للمواثيق الدولية بهدف الترميم والمحافظة على المنشآت التاريخية. ويهدف المشروع إلى صيانة الجدار وإظهار القيمة التاريخية والجمالية له واحترام المادة الأصلية، مع الحفاظ على تاريخ ومكونات تراث ثاني الحرمين الشريفين، مع العناية بجميع التكسيات الأثرية على الجدار الممتد نطاق العمل فيه إلى 72.56 متراً طولياً، وارتفاع 2.55 متراً. ويهدف هذا المشروع إلى ترميم الجدار والحد من تصاعد الرطوبة فيه ومعالجة آثارها.
مشروع إعادة تأهيل وادي العقيق المبارك
يستند المشروع على تنفيذ تأهيل وادي العقيق لأهميته بوصفه مورداً سياحياً وبيئياً ذو أبعاد عمرانية ودينية وتاريخية واجتماعية ملموسة. ويهدف المشروع لأن يكون الوادي منتزهاً طبيعياً لزوار وأهالي المدينة بشكل يتضمن مسارات دراجات وممرات مشاة وجلسات عائلية ومسطحات خضراء وخدمات عامة بالإضافة إلى مواقع استثمارية، والقيام بتطوير مناطق تاريخية على ضفاف الوادي، مع إبراز الناحية الدينية لوادي العقيق.
مشروع بوابات ومداخل المدينة المنورة
يتميز المشروع بالتصميم الفريد للمظلة التي تشعر القادم للمدينة والخارج منها بالأمان. ويهدف هذا المشروع لإيجاد معلماً حضارياً مميزاً في المدينة، حيث يعبر تصميم البوابات والمداخل للمدينة عن مكانة المدينة التاريخية، ويكون دليلاً على موقع الوصول لها، إلى جانب توفير الخدمات اللازمة للحجاج والزوار عند قدومهم ومغادرتهم، مع كونه معبراً أمنياً ذكياً للإشراف على العابرين من وإلى المدينة. ويتكون المشروع من مبنى البوابة، ومحلات تجارية ومسجد ومرافقه ومركز للمعلومات ومواقف سيارات وحافلات وساحات وفنادق ومباني حكومية.
مشروع تطوير طريق السلام
يهدف المشروع إلى أنسنة شوارع المنطقة حول الحرم لرفع جودة الحياة فيها، وتسهل حركة الحجاج والمعتمرين. ويقوم المشروع على التصميم المعماري والمخططات التنفيذية، وتفعيل الخطة الاستثمارية على طول الطريق، ودراسة حركة المصلين قبل الصلوات وبعدها، وزيادة الغطاء النباتي في المنطقة، وتوفير أسبلة للشرب وفرش معمارية جديدة للجلوس.
مشروع ترميم المساجد التاريخية
يهدف المشروع للمحافظة على المساجد التاريخية في المدينة، من خلال إظهار قيمتها الدينية والعمرانية والحضارية من خلال خطة للعناية فيها بالتنسيق مع جميع الجهات والمؤسسات المهنية والمتبرعين من المجتمع المحلي.
تطوير مسجد القبلتين
يقوم هذا المشروع على خلص مركز حضاري يهدف لتطوير الخدمات المقدمة في المسجد، وخلق ممشى وساحات يعلو طريق خالد بن الوليد، ورفع مستوى الغطاء النباتي في المنطقة، وتخصيص وإنشاء منطقة مواقف سيارات وحافلات.
مشروع حافلات المدينة المنورة
يشمل المشروع أن يتم تركيب 106 عمود توقف في محطات التوقف تعمل بالطاقة الشمسية، بشاشة عرض تقوم بتوضيح اسم المحطة، وخريطة توضح المسار، مع بيان جداول الخدمة. بالإضافة إلى عمل نظام لمساعدة المعاقين للتنقل بسهولة ضمن خدمات الحافلات، مع ابتكار أنظمة جديدة لآلية الدفع، وأنظمة مراقبة تهدف لرفع مستوى الأمان، مع شاشات داخلية تقوم بتوضيح محطات الوقوف.
جادة قباء
يهدف المشروع إلى إحياء السنة النبوية في تسهيل عملية الوصول بين الحرم النبوي ومسجد قباء عبر تحول طريق قبل لمنطقة آمنة ومخصصة للمشاة، وتطوير المباني السكنية والمحلات على طول الجادة. وتم تنفيذ المشروع من خلال تصاميم عمرانية ومعمارية ومخططات تنفيذية.
برامج أنسنة المدينة
تتمثل فكرة المشروع في تأكيد البعد الإنساني في التنمية العمرانية لجميع شرائح المجتمع، وتحسين الهوية البصرية، وتشجيع ودعم البرامج الترويحية والثقافية والفنية، مع إقامة المناطق المفتوحة والساحات العمرانية والساحات الخضراء.
مشروع المسار التاريخي
عملت الهيئة على تطوير المسار التاريخي للمعالم وآثار المدينة النبوية والتاريخية لتيسير تنقل ضيوف الرحمن بين المواقع الإسلامية والتاريخية عبر إعادة تطوير فتح هذه المواقع، مع استحدث مسارات وأنشطة متناسقة ضمن منظومة متكاملة لإثراء تجربة الضيوف والزوار.
تقبل إمارة المدينة المنورة أنموذجا ملهماً للتطوير والتحول المستدام في تنفيذ المشاريع الطموحة ورفع مستوى الحياة للمقيمين في المنطقة وزوارها. حيث تسعى الإمارة لخلق التوازن بين الابتكار والتنمية والرفاهية التي تعمل عليها لتحقيق منصة المشاريع التي تسعى لتنفيذها. ويمكنك الاطلاع على أحد أكبر المشاريع في المدينة محطة قطار الحرمين التي خدمات عدد كبير جداً من سكان المنطقة وزوارها من خلال تصفح مدونة بيوت السعودية التي توفر لك كل جديد.