هل تشعر بدفء النور الإلهي يُغمر قلبك؟ هل تشتاق لخطوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم تُلامسُ روحك؟ هل تُريد أن تُشارك في رحلة عبر الزمن إلى روضة من رياض الجنة؟ يقع المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية. بنى النبيُّ الكريمُ صلى الله عليه وسلم المسجدَ النبويَّ الشريفِ بيدِهِ الكريمة مع أصحابه الكرامِ، فكانَ رمزًا للوحدةِ والتآلفِ بينَ المسلمين. ولقد حظيَ هذا المسجدُ بمكانةٍ عظيمةٍ في قلوبِ المسلمينَ، فهو ثاني أقدس الأماكن بعد المسجد الحرام في مكةَ المكرمةِ.
يتبوّأ المسجد النبوي الشريف مكانةً ساميةً بين المساجد، فهو أحدُ المساجد الثلاثة التي أجازَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم شدّ الرحالِ إليها. يزخرُ هذا الصرحُ الدينيُّ العظيمُ بالتاريخِ العريقِ، فكان مركز الدعوة الإسلاميّة الأولَ، ومنارةً انطلقَ منها نورُ الإسلامِ ليُنيرَ أرجاءَ العالمِ. في هذا المقال سنتعرف على أهم المعلومات عن تاريخ وأهمية المسجدِ النبويِّ الشريف وأئمته ومكانته الدينية والتاريخية العظيمة التي جعلته مقصدًا يزورهُ المسلمونَ من جميع أنحاء العالم للتبرّك به والصلاة فيه، وزيارةِ قبرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
تاريخ بناء المسجد
بُني المسجد النبوي الشريف بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة في عام 1 هـ. نزل الرسول صلى الله عليه وسلم في ضاحية قباء وبنى أول مسجد في الإسلام (مسجد قباء)، ثم واصل طريقه إلى المدينة المنورة، وبركت ناقته “القصواء” في مربد لغلامين يتيمين من الأنصار (سهل وسهيل). طلب الرسول صلى الله عليه وسلم شراء المربد لبناء المسجد، فرفض الغلامان وطلبا هبته له، لكنه أصر على شرائه ودفع لهما عشرة دنانير.
مراحل بناء المسجد
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بإصلاح المكان وبدأ بنفسه في بناء المسجد. شارك في نقل الحجارة وحمل اللبن مع أصحابه.إليك مراحل بناء المسجد النبوي الشريف:
المرحلة الأولى (1 هـ)
بُني المسجد النبوي الشريف بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة في عام 1 هـ. وبلغ طول المسجد 35 مترًا، وعرضه 30 مترًا، وارتفاع جدرانه مترين، ومساحته الكلية قرابة 1060 مترًا مربعًا.
تم بناء المسجد من مواد بسيطة:
- أساس من الحجارة بعمق ثلاثة أذرع
- جدران من اللبن
- أعمدة من جذوع النخل
- سقف من الجريد
- رحبة في وسطه
- محراب
كما تم بناء ثلاثة أبواب:
- باب في الجنوب (قبلة بيت المقدس).
- بَاب في الشرق (باب النبي، باب عثمان، باب جبريل).
- باب في الغرب (باب الرحمة).
المرحلة الثانية (7 هـ)
ازداد عدد المسلمين بعد غزوة خيبر، فتم توسيع المسجد من جهة الشمال والغرب، زادت مساحة المسجد إلى 1050 مترًا مربعًا.
المرحلة الثالثة (17 هـ)
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تم توسيع المسجد من جميع الجهات، وزادت مساحة المسجد إلى 5000 متر مربع.
المرحلة الرابعة (91 هـ)
- في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، تم هدم المسجد وإعادة بنائه بشكل جديد.
- تم استخدام الرخام والفسيفساء في بناء المسجد.
- تم بناء المنارة الأولى.
- زادت مساحة المسجد إلى 8200 متر مربع.
المراحل اللاحقة
- تم توسيع المسجد عدة مرات في العصور الإسلامية المختلفة.
- في العصر الحديث، تم توسيع المسجد بشكل كبير من قبل المملكة العربية السعودية.
- تبلغ مساحة المسجد النبوي الشريف حاليًا أكثر من 400 ألف متر مربع، ويستوعب أكثر من مليون مصلي.
أهمية المسجد النبوي الشريف
يعتبر المسجد النبوي الشريف أحد أهم المعالم الدينية في الإسلام، وله أهمية كبيرة في حياة المسلمين وفي تاريخ الإسلام. تظهر الأهمية الدينية والتاريخية للمسجد في ما يلي:
الأهمية الدينية
- ثاني أقدس مكان في الإسلام بعد المسجد الحرام.
- الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
- مُحِبّبٌ إلى الله تعالى، حيث قال النبي ﷺ: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى”.
- يضمّ الروضة الشريفة، وهي المكان الذي بين المنبر والحجرة النبوية، وهي خير بقعة على الأرض بعد الكعبة المشرفة.
- يضمّ قبر النبي محمد ﷺ، وقبور أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
الأهمية التاريخية
- أسسه النبي محمد ﷺ بعد هجرته إلى المدينة المنورة.
- كان مركزًا للدولة الإسلامية في عهد النبي ﷺ والخلفاء الراشدين.
- شهد العديد من الأحداث التاريخية الهامة في الإسلام.
معالم المسجد النبوي
يضم المسجد العديد من المعالم البارزة أهمها:
- الروضة الشريفة: تقع بين المنبر الشريف والحجرة النبوية الشريفة، وهي أفضل بقعة على وجه الأرض بعد الكعبة المشرفة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”.
- الحجرة النبوية الشريفة: تضم قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهي مغطاة بالقبة الخضراء.
- المنبر النبوي الشريف: منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يصعد عليه لصلاة الجمعة والأعياد، ويقع على يمين المحراب النبوي الشريف.
- المحراب النبوي الشريف: مكان وقوف الإمام للصلاة، ويقع في وسط الجدار القبلي للمسجد النبوي الشريف.
- القبة الخضراء: تغطي الحجرة النبوية الشريفة، وهي من أشهر معالم المسجد النبوي الشريف.
- مآذن المسجد النبوي الشريف: يبلغ عددها عشر مآذن، أربع مآذن في كل من الجهات الأربع للمسجد.
- أبواب المسجد النبوي الشريف: يبلغ عددها 49 بابًا، موزعة على جميع جهات المسجد.
- الساحات الخارجية للمسجد النبوي الشريف: وهي ساحات واسعة تحيط بالمسجد من جميع الجهات، وتستخدم للصلاة وقراءة القرآن الكريم والاستراحة.
- المكتبة: من أكبر المكتبات الإسلامية في العالم، وتضم ملايين الكتب والمخطوطات النادرة.
- مصلى النساء: يقع في الطابق العلوي من المسجد النبوي الشريف، وله مداخل خاصة للنساء.
- المتحف: يعرض تاريخ المسجد النبوي الشريف وآثاره.
الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي
تُعنى بتنظيم شؤون المسجدين الحرام والنبوي، وتقديم الخدمات للمعتمرين والحجاج، وتشمل هذه الخدمات:
- التنظيم: تنظيم دخول وخروج المصلين، وتنظيم حركة الحشود في المواسم.
- النظافة: الحرص على نظافة المسجدين وتوفير دورات المياه.
- الإرشاد: توفير مرشدين للزائرين باللغات المختلفة.
- التوعية: نشر الوعي الديني والثقافي.
- الترجمة: توفير خدمات الترجمة الفورية للخطب والدروس.
- الأمن: توفير الأمن والأمان للمعتمرين والحجاج.
نبذة عامة
- الاسم الحالي: الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي
- الاسم السابق: الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي
- التأسيس: عام 1977
- المقر الرئيسي: مكة المكرمة
- الموقع الإلكتروني: gph.gov.sa
- الرئيس العام: الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس
- الهاتف: 920009200
أئمة المسجد النبوي
يُؤمّ المسجد النبوي عدد من الأئمة الذين يتميزون بعلمهم وفضلهم، ويقومون بتلاوة القرآن الكريم وإلقاء الخطب والدروس. فيما يلي جدول أئمة المسجد النبوي 1444:
وقت الصلاة | الإمام |
---|---|
وقت الصلاة الفجر، الظهر، العصر | الإمام الشيخ عبد الرحمن السديس |
وقت الصلاة العشاء | الإمام الشيخ سعود الشريم |
وقت الصلاة الجمعة | الإمام الشيخ صالح بن حميد |
أغوات المسجد النبوي
اغوات المسجد النبوي هم خدام المسجد النبوي الذين يحرصون على تنظيفه وخدمة المصلين، ويُعرفون بلباسهم المميز وسلوكهم الحسن. كان الأغوات يحظون بمكانة عالية في المجتمع المسلم، وكان يُنظر إليهم على أنهم من خدام النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكانوا يتمتعون بعدد من الامتيازات، بما في ذلك الإعفاء من الضرائب والرسوم، والسكن المجاني في المسجد، والوصول إلى الحجرة النبوية الشريفة.
قصة “أغوات الحرم”
بدأت فصول حكاية “أغوات الحرمين” قبل أكثر من ثمانية قرون، وتحديداً عام 557 هـ الموافق 1161م، برؤيةٍ غيّرت مسار التاريخ. ففي ذلك الوقت، رأى السلطان نور الدين زنكي في منامه رؤيةً عجيبةً حثّته على إرسال 12 خصيًا لحماية الحرمين الشريفين، لتبدأ رحلةٌ استثنائيةٌ لفئةٍ خُصصت لخدمة مقدسات الإسلام.
وعلى مرّ العصور، تميّز “أغوات الحرم” بزيّهم الخاص وأعمالهم المميزة، فكانوا حاضرين في صحن المطاف، وفي أروقة المسجد الحرام و مسجد نبوي شريف، يؤدون مهامهم بكلّ إخلاص وتفانٍ. من تنظيف الحجرة النبوية، إلى مرافقة الإمام في خطبة الجمعة، كان “أغوات الحرم” رمزًا للخدمة المتفانية والتفاني في سبيل الدين. ومع مرور الزمن، بدأت حكاية “أغوات الحرم” تتلاشى تدريجيًا، لتُطوى صفحتها الأخيرة عام 1979م بقرارٍ من عالمٍ إسلاميّ بارز. فبعد قرونٍ من الخدمة الجليلة، غاب “أغوات الحرم” عن الأنظار، تاركين خلفهم ذكريات خالدةً وحكايات تروى للأجيال القادمة.
وبهذا نكون قد وصلنا نهاية مقالنا الذي عرضنا فيه أهم المعلومات عن المسجد النبوي الشريف من معالم المسجد النبوي وتاريخه وأهميته وصولًا إلى أغوات المسجد. وإذا كنت تفكر بزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة يمكنك الاطلاع على أهم المعلومات والتفاصيل عن أداء العمرة في رمضان. إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات، وقراءة العديد من المقالات الأخرى المهمّة والشيُقة؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدوّنة بيّوت السعودية والبقاء على اطّلاعٍ بكُلِ جديدٍ أولاً بأول.