تعد العرضة السعودية واحدة من أهم الفنون الفلكلورية التي تجسد التاريخ، العزة، والانتماء الوطني، حيث تمثل رمزًا للأصالة والتراث في السعودية، ومن هذا المنطلق، جاء المركز الوطني للعرضة السعودية ليحمل على عاتقه حماية هذا الإرث الثقافي، وتعزيز دوره في المجتمع من خلال التدريب والتوثيق ونشر الوعي بأهميته التاريخية، وفي هذا المقال سنتعرف أكثر على معلومات أكثر حول هذا المركز.
يعتبر هذا المركز مؤسسة سعودية تابعة إلى دارة الملك عبد العزيز وتأسس بموجب قرار مجلس الدارة برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز في ديسمبر 2017، ويهدف المركز إلى تعزيز الثقافة والهوية الوطنية، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، من خلال تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل التي تعرف بأساسيات أداء العرضة السعودية، وتساهم في صون هذا الإرث الثقافي العريق ونقله للأجيال القادمة.
ما هي العرضة السعودية
قبل الحديث حول المركز الوطني للعرضة السعودية لا بد من التعرف على العرضة أولًا، والتي تعرف أيضًا بالعرضة النجدية، وهي عبارة عن رقصة شعبية تقليدية تؤدى في المناسبات الوطنية والمهرجانات والأعياد في المملكة، وتجمع هذه الرقصة بين الشعر، موسيقى الطبول، والرقص الإيقاعي، وتعود جذورها إلى التاريخ العسكري، حيث كانت تؤدى كأهازيج حربية لرفع معنويات المحاربين.
تتألف العرضة من صفين متقابلين من الرجال يحملون السيوف، ويرتدون زيًا تقليديًا خاصًا يتميز بالألوان البراقة وفنون التطريز، مثل الدقلة، السديري، الزبون، والشلحات؛ أي الثوب، ويردد المشاركون أبياتًا شعرية حماسية، بينما يصاحب الأداء إيقاع الطبول.

أهم المعلومات والتفاصيل حول المركز الوطني للعرضة السعودية
تعتبر العرضة السعودية اليوم رمزًا وطنيًا، وهي تؤدى في الاحتفالات الرسمية، مثل استقبال رؤساء الدول والوفود الزائرة، مما يعكس أهميتها في التراث السعودي الثقافي، ولها أهمية بالغة بالنسبة للتراث السعودي، وهذا ما استدعى إنشاء مركز خاص لحماية هذا التراث والحفاظ عليه، وفيما يلي أهم المعلومات والتفاصيل حول هذا المركز:
أهداف المركز
يعمل المركز على نشر ثقافة العرضة عبر وسائل الاتصال الحديثة، كما يسعى إلى تدريب وتأهيل الهواة من مختلف الأعمار من خلال دورات متخصصة تهدف إلى تطوير أدائهم ودعمهم، كما يحرص المركز على تعزيز مشاركة العرضة السعودية في الفعاليات والمناسبات محليًا ودوليًا، إلى جانب تنظيم معارض مخصصة تبرز تاريخ هذا الفن العريق.
بالإضافة إلى ذلك، يضطلع المركز بمهمة توثيق الدراسات والأبحاث والمواد المرئية المتعلقة بالعرضة، مع التركيز على تنظيم الفرق المحلية، وحفظ كافة مكونات العرضة من أهازيج، شعر، ملابس، أدوات، وفنون أداء لضمان استمرارها للأجيال القادمة.
أهمية الهيئة الاستشارية في المركز الوطني للعرضة السعودية
يضم المركز هيئة استشارية تتألف من عدة جهات حكومية بارزة، تشمل وزارة الداخلية، وزارة السياحة، الهيئة الملكية لمدينة الرياض، رئاسة الحرس الملكي، وزارة الإعلام، وزارة التعليم، وزارة الثقافة، ودارة الملك عبدالعزيز ، حيث تساهم هذه الجهات في دعم وتعزيز دور المركز في حفظ وتطوير العرضة السعودية .
شعار المركز
أما بخصوص شعار المركز، فهو يجسد دف العرضة السعودية التقليدي، المزين بالخيوط الملونة، ويزينه أسفله الاسم الرسمي له متبوعًا بعبارة “عرضتنا تراثنا”، ليعكس أهمية العرضة السعودية كرمز ثقافي وطني.

شروط المركز الجديدة للعرضة
تشمل الضوابط الجديدة التي وضعها المركز الوطني للعرضة السعودية كلًّا من القطاعين الحكومي والخاص، وتتضمن تقديم طلبات المشاركة في المناسبات وفق معايير محددة يضعها المركز، وتتضمن الشروط ما يلي:
- تقديم الطلب يتم عبر موقع دارة الملك عبدالعزيز ووفق الإجراءات المحددة
- يشترط أن يكون جميع المشاركين سعوديين لضمان الحفاظ على الطابع الوطني للعرضة.
- يجب ألا يقل عدد المؤدين عن 25 شخصًا لضمان تقديم العرضة بأدائها التقليدي الصحيح.
- الالتزام بالزي الرسمي ضروري، حيث يتوجب ارتداء الثوب، الغترة، والعقال، بالإضافة إلى الصاية أو الدقلة والفرملية لمؤدي الطبول.
- يجب احترام أساليب العرضة وتقاليدها، والالتزام بقواعدها دون أي تغييرات تؤثر على أصالتها.
- يحظر أداء العرضة في أماكن غير ملائمة، لضمان تقديمها في بيئة تحترم قيمتها التراثية.
أنواع العرضات في السعودية
بعد أن تعرفنا على المركز الوطني للعرضة السعودية والعرضة بشكل عام، لا بد من العلم أن هناك أنواع عديدة للعرضات، وتتنوع العرضات في المملكة باختلاف المناطق، وأبرز أنواع العرضات ما يلي:
- العرضة النجدية؛ وهي نفسها العرضة السعودية، وتؤدى في المناطق الوسطى، وتتميز باصطفاف المشاركين في صفين متقابلين يحملون السيوف ويرددون أبياتًا شعرية حماسية، مع قرع الطبول.
- العرضة الجنوبية وهي منتشرة في المناطق الجنوبية، وتختلف في أسلوبها وإيقاعها عن العرضة النجدية، حيث تتضمن حركات وإيقاعات خاصة تعكس تراث تلك المناطق.
- الدحة وتعرف باسم الدحية؛ وتشتهر في المناطق الشمالية، وتؤدى في صف واحد أو صفين، مع ترديد أبيات شعرية بصوت يشبه هدير الإبل، وكانت تستخدم قديمًا لبث الرعب في قلوب الأعداء.
- المجرور وهي رقصة شعبية في منطقة الحجاز، خاصة في الطائف، حيث يقف المؤدون في صفين متقابلين ويرتدون الزي التقليدي، ويرددون ألحانًا تحاكي مرتفعات الهدا.
- المزمار وهذه العرضة منتشرة في المنطقة الغربية، خاصة في مكة المكرمة، جدة والطائف، وتستخدم فيها العصي، وتعبر عن الشجاعة والحماس.
وفي الختام تم التعرف على المركز الوطني للعرضة السعودية وهو عبارة عن مؤسسة تابعة لدارة الملك عبد العزيز، تأسس عام 2017 برئاسة الملك سلمان، ويهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وفق رؤية 2030 من خلال تدريب الأجيال وصون إرث العرضة السعودية، كما أنه يسعى إلى نشر ثقافة العرضة، تأهيل الهواة، وتعزيز مشاركتها محليًا ودوليًا، مع توثيق تاريخها، تنظيم الفرق، وحفظ مكوناتها لضمان استمراريتها للأجيال القادمة، كما ذكرنا أهمية الهيئة الاستشارية في المركز، وشعار المركز وشروطه الجديدة.
إذا أردت التعرف على معلومات أخرى حول مركز مشاريع البنية التحتية وأهميته، يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية.