المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية هو أحد أبرز الكيانات البيئية في السعودية، حيث تأسس في مارس 2019 بقرار من مجلس الوزراء ليكون الجهة المسؤولة بالحفاظ على الحياة الفطرية وحمايتها في المملكة. إذ أنه يعمل ضمن رؤية 2030، ويعتبر أداة رئيسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتوازن البيئي.
في هذا المقال، سنتعرف على نبذة شاملة عن المركز، بداية من تأسيسه وأهدافه، مروراً بمهامه الرئيسية، ووصولاً إلى أهم المحميات الطبيعية التي يشرف عليها. كما نسلط الضوء على البرامج والمبادرات التي يقودها لحماية هذه الكائنات المهددة بالانقراض، ودوره في نشر الوعي المجتمعي، وتعزيز التعاون مع الجهات المحلية والدولية.
حول المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية
بدأ التصدي للأخطار التي تهدد الحياة الفطرية في السعودية منذ عام 1986م، وذلك من خلال صدور مرسوم ملكي يقضي بإنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها. وفي عام 2019م، تم إصدار قرار من قبل مجلس الوزارء بإلغاء الهيئة، وإنشاء هذا المركز، الذي يعتبر واحداً من أربعة مرافق وافق المجلس على انشاءها في وقت واحد.
كما أن المقر الرئيسي له في الرياض، حيث يشرف عليه مجلس إدارة برئاسة كل من وزير البيئة والمياه والزراعة. إذ يشكل هذا المجلس السلطة العليا في إدارة شؤون المركز واتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق أهدافه.
اقرأ أيضاً: المركز الوطني لكفاءة وترشيد المياه.
أبرز المبادرات التي أطلقها المركز
- إطلاق برامج لإعادة الإحياء البيئي في محميات مثل محمية الملك عبدالعزيز ومحمية الإمام تركي بن عبدالله
- توسيع نطاق الإطلاقات البرية للأنواع الفطرية، حيث تم إطلاق عشرات الحيوانات المهددة في مناطق تمت تهيئتها بيئيًا
- إطلاق ظباء الريم في متنزهات وطنية مثل ثادق والزلفي
- مشاريع للتنوع الأحيائي البحري بالتعاون مع جهات عالمية مثل مركز علوم المحيطات البريطاني
- رقم موحد 19914 لتسهيل الإبلاغ عن الانتهاكات أو الحوادث المتعلقة بالحياة الفطرية
- تنظيم برامج توعوية لرفع الوعي البيئي لدى الطلبة والمجتمع
أهداف ومهام المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية

تضم السعودية بيئات متنوعة تمتد من الصحارى إلى السواحل، حيث كانت تعاني من الصيد الجائر، والرعي الجائر، والتعدي على المواطن الطبيعية. لذلك جاء المركز بعدة مهام وأهداف تساهم في تغيير هذا الواقع، وإعادة التوازن عبر سياسات حازمة.
أهداف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية
- الحفاظ على التوازن البيئي في المملكة
- تطوير أنظمة حماية الكائنات المهددة بالانقراض
- زيادة المساحات الخضراء والمحميات
- رفع الوعي البيئي لدى مختلف شرائح المجتمع
- دعم السياحة البيئية وتوفير فرص اقتصادية مستدامة
ما هي مهام المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية؟
- إعادة توطين الأنواع المنقرضة محليًا
- تطوير برامج لإكثار الحياة الفطرية في الأسر
- التعاون مع الجهات المحلية والدولية في مجالات البيئة
- حماية المواطن البيئية من التعديات والصيد الجائر
- إعداد وتنفيذ الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتنوع الأحيائي
أهمية المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية
تكمن أهمية المركز في كونه الجهة المتخصصة والمسؤولة عن حماية البيئة الطبيعية والحفاظ على الكائنات الفطرية في المملكة. إذ يقوم بدور محوري في إعادة التوازن البيئي من خلال إدارة المحميات، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وتنظيم أنشطة الصيد والتربية والتداول. كما يعزز جهود التوعية البيئية ويعمل على دمج المجتمع في حماية الحياة الفطرية.
ويُعتبر المركز أحد الركائز الأساسية لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجال الاستدامة، لما له من دور فعال في صون التنوع البيولوجي، وتطوير سياسات بيئية قائمة على أسس علمية، واستخدام تقنيات حديثة مثل المنصات الإلكترونية التي تساعد في تنظيم التعامل مع الكائنات الفطرية والحد من التعديات.
ما هي المحميات الفطرية في المملكة العربية السعودية؟
المحميات الفطرية التي تقع تحت مسؤولية المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، هي محميات رسمية تُدار بهدف حماية الحياة الفطرية في السعودية، والتنوع البيولوجي. بالإضافة إلى المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض. إليك قائمة بأهم هذه المحميات:
- جزيرة أم القماري: قرب القنفذة، وتعتبر محطة مهمة للطيور المهاجرة وموقعاً غنياً بالطيور البحرية
- عروق بني معارض: تقع بالقرب من نجران، وتحرص المحمية على حماية الحياة الفطرية التي تتكيف مع الظروف البيئية القاسية في الصحراء، بالاضافة إلى أنها تحتضن المها العربي وظبي الريم
- التيسية: شمال شرق الرياض، وتعتبر بيئة مناسبة لتكثير طيور الحبارى والنباتات الصحراوية
- سجا وأم الرمث: تقع غرب محازة الصيد، وتستخدم لإعادة توطين الحبارى في بيئة شبه طبيعية
- نفود العريق: تتميز بموقعها الاستراتيجي جنوب شرق القصيم، حيث تضم بيئات رملية مناسبة لتكاثر الطيور
منصة فطري الألكترونية
تُسهم المنصة في تنظيم الأنشطة البيئية وتسهيل إجراءات التعامل مع الكائنات الفطرية، مما يعزز الامتثال للأنظمة ويحمي التنوع الأحيائي. كما انها تعمل على:
- تمثل الأداة الرقمية الرئيسية للمركز، وتتيح مجموعة من الخدمات الإلكترونية مثل إصدار التصاريح، والتراخيص، والشهادات المرتبطة بالحياة الفطرية، حيث يمكنك زيارة الموقع الرسمي من هنا للإطلاع على كافة الخدمات التي تقدمها.
- تتصل بعدة جهات حكومية لتسهيل تبادل المعلومات والتحقق من بيانات المستفيدين، مما يرفع من كفاءة الإجراءات ويضمن شفافية التعامل.
- تضم المنصة محتوى توعويًا وتعريفيًا بأنظمة الحياة الفطرية، وأهداف المركز، وشروط التراخيص، مما يُمكّن المستخدمين من اتخاذ قرارات مبنية على معرفة دقيقة.
على ماذا يشرف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ؟

يشرف المركز على مجموعة واسعة من الكائنات الفطرية في المملكة، ويغطي عمله سبعة مجالات رئيسية تعكس تنوع الحياة البيئية:
النباتات الفطرية والثدييات البرية والطيور
- تضم المملكة أكثر من 2200 نوع نباتي، منها نحو 250 نوعًا متوطنًا و650 نوعًا مهددًا بالانقراض، تتوزع بين 142 فصيلة و837 جنسًا.
- تشمل الثدييات البرية في السعودية 86 نوعًا، بالإضافة إلى 28 نوعًا من الخفافيش، و22 نوعًا من القوارض، و12 نوعًا من اللواحم، ونوعًا واحدًا من الرئيسيات وهو قرد الرباح.
- سُجل في المملكة 499 نوعًا من الطيور، تنتمي إلى 67 عائلة، ويُعد 223 نوعًا منها من الأنواع المتكاثرة داخل المملكة.
الزواحف والبرمائيات والأسماك البحرية واللافقاريات البحرية
- تشمل الحياة الزاحفة والبرمائية 107 أنواع من الزواحف، بينها سحالي وثعابين وسلاحف، و7 أنواع من البرمائيات، موزعة على عدة عوائل.
- في البحر الأحمر والخليج العربي، تم تسجيل أكثر من 1,800 نوع من الأسماك، منها 44 نوعًا من أسماك القرش.
- تُعد من أكثر المجموعات تنوعًا وانتشارًا، وتشكل عنصرًا أساسيًا في التوازن البيئي البحري.
وفي الختام، نكون قد قدمنا نظرة وافية وشاملة حول المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، الذي يمثل حجر الزاوية في جهود المملكة للحفاظ على بيئتها الطبيعية وتعزيز استدامتها. عبر حماية المحميات، وتنمية الكائنات الفطرية، وتوسيع الوعي البيئي، حيث يسهم المركز في بناء مستقبل أكثر توازنًا وازدهارًا للأجيال القادمة. كما أن دعمك لهذا الجهد يبدأ من أبسط الخطوات: احترام الطبيعة، والوعي بأهميتها، والمساهمة في نشر ثقافة المحافظة على البيئة.
للمزيد من المقالات المتنوعة ندعوك لزيارة مدونة بيوت السعودية، المنصة التي تواكب اهتماماتك وتقدم محتوى معرفي موثوق ومحدث. ولا تنسَ متابعتنا على مواقع التواصل الاجتماعي الموجودة أسفل الصفحة للبقاء على اطلاع بكل جديد.