تعتبر المدرسة الأميرية في الهفوف إحدى أبرز المعالم التاريخية في الأحساء، وهي تحمل في طياتها قصة طويلة من العطاء والعلم. تأسست هذه المدرسة العريقة في أوائل القرن العشرين، لتصبح منارة للتعليم في المنطقة الشرقية من السعودية. ولم تقتصر أهمية المدرسة على كونها مؤسسة تعليمية فحسب، بل كانت أيضاً مركزاً اجتماعياً وثقافياً، حيث احتضنت العديد من الأنشطة والفعاليات التي ساهمت في تنمية المجتمع. تعتبر المدرسة من أهم المعالم السياحية في الأحساء، حيث يأتي الزوار من مختلف أنحاء العالم للإعجاب بجمالها وعراقتها. في هذا المقال سنأخذكم في جولة داخل المدرسة ونعرض تاريخها العريق، وموقعها، وتصميمها التاريخي المميز. كما سنُبين أهميتها التاريخية، بالإضافة إلى أبرز الشخصيات التي درست فيها.
معلومات عامة عن المدرسة الاميرية
المدرسه الأميرية في الأحساء، المعروفة أيضًا بـ مدرسة الهفوف الأولى ومدرسة الأحساء الأولى، وتعد واحدة من أقدم الصروح التعليمية في السعودية، وأول مدرسة حكومية أُنشئت للتعليم الابتدائي في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية. يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1356هـ/1937م، أي بعد خمس سنوات تقريبًا من توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
تشكل المدرسة شاهدة على الحضارة والتراث العريق للمملكة، وتعتبر رمزاً للنهضة التعليمية التي شهدتها المنطقة. تقع المدرسة على هضبة أم الخبيصي، بإطلالة ساحرة على سوق الأحساء القديم. تعد هذه المدرسة من أوائل المؤسسات التعليمية في المنطقة، حيث افتتحت أبوابها عام 1360هـ. كانت تُعرف حينها باسم مدرسة الهفوف الابتدائية. تأسست المدرسة في عهد الأمير سعود بن جلوي أمير الأحساء، وكانت نواة للتعليم النظامي في المنطقة. وتتميز المدرسة بجمال تصميمها المعماري الإسلامي الأصيل، حيث تتزين بأقواسها وأعمدتها ونوافذها المشربية التي تعكس فن العمارة العربية الأصيل.
تاريخ المدرسة الأميرية في الأحساء
تمثل المدرسة الأميريه إحدى أبرز المعالم السياحية والتراثية في محافظة الأحساء والمنطقة الشرقية. تتوسط مدينة الهفوف، حيث تقع على هضبة مرتفعة في حي النعاثل، محاطة بالأسواق القديمة للأحساء. اكتسبت اسم “الأميرية” نظرًا لانضمام عدد من الأمراء إلى صفوفها الدراسية، وفي عام 1434هـ/2012م، تم تحويل المبنى إلى بيت للثقافة ليحافظ على إرثه التاريخي والثقافي العريق. إذ أطلقت هيئة التراث عليها اسم “بيت الثقافة”، فهو يعتبر أيضاً من اسماء المدرسة الاولى بالهفوف لتصبح جزءًا من الهوية الثقافية والتراثية للمنطقة
تصميم المدرسة
يتألف مبنى المدرسة من طابقين، ويتميز بفناء مربع الشكل يحيط به أروقة من جميع الجوانب، تتصل من خلالها قاعات الدراسة عبر أبواب متعددة. يلفت الانتباه في المدرسة مدخلها البارز على الجهة الشرقية، الذي تم تصميمه بأسلوب معماري إسلامي تقليدي، حيث تعلوه 4 عقود قائمة على ثلاثة أعمدة. تزين واجهات المبنى الخارجية نوافذ كبيرة مستطيلة، وقد شُيد باستخدام الحجر والطين ومادة اللياسة الجصية.
أوقات زيارة المدرسة الأميرية
يمكنك زيارة المدرسة لاستكشاف تاريخها العريق والتمتع بجوها التراثي داخل مدينة الهفوف في الأحساء من الساعة 7 صباحًا حتى 3 مساءً، وهي متاحة للجمهور خلال هذه الساعات كجزء من برنامجها السياحي والتراثي.
أهم الشخصيات التي درست في المدرسة الأميرية
تعد المدرسة الأميرية من أبرز المعالم التعليمية التي خرجت العديد من الشخصيات البارزة في السعودية، حيث درس فيها نخبة من الأمراء والوزراء والمثقفين. من بين أبرز طلابها الوزير الدكتور غازي القصيبي، الذي تولى عدة وزارات في الدولة السعودية، ووزير البترول والثروة المعدنية السابق علي النعيمي. كما ضمت المدرسة أسماء لامعة في مجالات التعليم والأدب مثل الشيخ حمد النعيم، ومحمد النحاس، وعبد العزيز التركي، وعبد الله بونهية. لقد أسهم هؤلاء الخريجون في تعزيز مكانة المدرسة باعتبارها رمزًا للتعليم والنهوض الثقافي في الأحساء والمملكة.
أمراء درسوا في المدرسة الاميرية
تخرج من المدرسه الأميرية نخبة من الأمراء، منهم أمير منطقة مكة المكرمة و مستشار خادم الحرمين الشريفين سمو الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو الأمير سعد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو الأمير فيصل بن فهد بن جلوي، وسمو الأمير عبدالله بن جلوي، وسمو الأمير محمد بن فهد بن جلوي. مما يدل على عمق العلاقة بين هذه المؤسسة التعليمية العريقة والأسرة الحاكمة.
الموقع ومعلومات التواصل
- موقع المدرسة الاميرية: حي الرفعة الجنوبية، الهفوف 36361، الأحساء
- رقم الهاتف: 966135802639+
أسئلة شائعة
ما هي المواد التي كانت تُدرس في المدرسة الأميرية قديماً؟
كانت المواد الدراسية قديماً تركز على العلوم الشرعية واللغة العربية والحساب، بالإضافة إلى بعض المواد الأخرى مثل التاريخ والجغرافيا.
ما هو الوضع الحالي للمدرسة الأميرية؟
في الوقت الحالي، تم تحويل المدرسة الأميريه إلى “بيت الثقافة”، حيث يتم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية فيها.
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا الذي عرضنا فيه أهم المعلومات عن المدرسة الاميرية في الهفوف التي تعتبر أيقونة للتعليم والتراث في السعودية، وهي مثال حي على التراث المعماري الإسلامي الأصيل. إن الحفاظ على هذه المعالم التاريخية واجب وطني، فهي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية السعودية والتاريخ العريق. إذا كنت تود زيارة الأحساء ننصحك بزيارة قرية الأحساء التراثية، كما يمكنك قراءة المزيد من المقالات في مدونة بيوت السعودية مثل مقال: مهرجان التمور بالاحساء : وجهة مثالية للتسوق والترفيه واكتشاف ثقافة أصيلة أو تعرف على الأسواق الشعبية في الأحساء.