يشهد الاعلام السعودي تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة، فمن صحافة تقليدية إلى منصات رقمية متطورة، ومن محتوى محلي إلى برامج عالمية متزايدة. وقد جاء هذا التطور نتيجة للتحولات التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات. فما هي أبرز ملامح هذا التطور؟ وكيف يساهم الإعلام السعودي في رسم ملامح المستقبل؟
في هذا المقال سنتناول لمحة عامة حول المجال الإعلامي السعودي، حيث سنتعرف على هيئة الإعلام المرئي والمسموع، ووزارة الإعلام ومجلس الوزراء فيها. وغيرها من المواضيع الأخرى في مجال الإعلام.
حول مجال الاعلام السعودي
يسير مجال الإعلام في السعودية بخطى متسارعة نحو التطور الرقمي وذلك بسبب التغيرات الشاملة التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات، نتيجة السعي نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. وقد برزت ملامح هذا التطور في نمو الهائل الذي شهده المجال في مجموعة من النقاط، إليك أبرزها:
- التطور في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، مما أدى إلى ظهور جيل جديد من المؤثرين والمدونين السعوديين الذين يحظون بمتابعة واسعة.
- كما أن إعلام السعودية اليوم يقدم محتوى متنوع يشمل الأخبار، البرامج الترفيهية، الثقافية، والرياضية، وذلك لتلبية احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع.
- أصبحت صناعة الأفلام السعودية تحظى بدعم حكومي كبير، حيث يتم تخصيص ميزانيات ضخمة لتطوير البنية التحتية الإعلامية وتدريب الكوادر، إلى جانب الاهتمام الكبير بدور السينما وتقنيات العرض المتطورة.
- يساهم الإعلام السعودي بشكل فعال في طرح القضايا الاجتماعية الهامة، مثل تمكين المرأة، وحقوق الإنسان، والتسامح، والاعتدال.
إذا كنت من المهتمين في مجال السينما ننصحك بالاطلاع على مقال مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي.
الاعلاميات السعوديات
تُعد مشاركة المرأة في الإعلام قوة دافعة في المشهد الإعلامي السعودي، حيث حققن الإعلامات إنجازات كبيرة وساهمن في تغيير الصورة النمطية للمرأة السعودية. برزن كأصواتٍ مؤثرة وقادة رأي، وقدمن إسهامات قيمة في مختلف المجالات الإعلامية. كما دعمت الإعلاميات السعوديات العديد من القضايا الاجتماعية، مثل تمكين المرأة، وحقوق الطفل، والقضايا البيئية.
مستقبل المرأة في الإعلام السعودي
يشهد مستقبل المرأة في الإعلام السعودي آفاقاً واعدة ومشرقة. مع استمرار دعم الحكومة السعودية وتمكين المرأة في جميع المجالات، ستحظى الإعلاميات السعوديات بفرص أكبر للمشاركة في اتخاذ القرارات، كما ستزداد مساهمتهن في تطوير المحتوى الإعلامي وتنويعه. من المتوقع أيضًا أن تشهد المرأة السعودية حضورًا أكبر في وسائل الإعلام المختلفة، سواء كانت تلفزيونية أو إذاعية أو رقمية، مما يساهم في بناء صورة إيجابية للمرأة السعودية وتعزيز مكانتها في المجتمع.
الإعلامي السعودي.. صانع الرأي العام
يشكل الإعلامي السعودي ركيزة أساسية في المشهد الإعلامي في السعودية، حيث يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الرأي العام ونقل المعلومات والأفكار إلى الجمهور. ونظرًا لحساسية مجاله، هناك مجموعة من الصفات التي يجب أن تتوفر في الإعلامي الناجح، مثل الحيادية والموضوعية في نقل الأخبار والمعلومات، إلى جانب أنه يجب أن يتمتع بسمعة طيبة ومصداقية عالية لدى الجمهور. ومن الصفات التي تساعد الإعلامي على التميز في اداء عمله، الثقافة الواسعة التي تمكنه من تحليل الأحداث وتقديم وجهات نظر متعمقة. إلى جانب امتلاكه لمهارات التواصل التي تمكنه من التعبير عن أفكاره بوضوح. وأخيرًا لا شك في أن الشغف الكبير الذي يمتلكه هو ما يدفعه للقيام بعمله والاستمتاع به.
وزارة الاعلام السعودية
تأسست وزارة الإعلام السعودي على مراحل متعددة بدأت مع إنشاء صحيفة أم القرى عام 1343هـ. ثم شهدت الوزارة تطوراً ملحوظاً منذ ذلك الحين، حيث مرت بمرحلة إنشاء مجلس للدعاية والحج، ثم تأسيس الإذاعة السعودية، وتوحيد الجهات الإعلامية تحت مظلة المديرية العامة للصحافة والنشر، وصولاً إلى تأسيس وزارة الإعلام بشكلها الحالي.
الرؤية والأهداف
تتمثل رؤية الوزارة في تطوير قطاع إعلامي رائد وترسيخ مكانة المملكة في المجال الإعلامي العالمي كدولة مؤثرة ومنفتحة على العالم. أما حول الأهداف الاستراتيجية التي تسعى الوزارة إلى تحقيقها فتتمثل في:
- زيادة مساهمة القطاع الإعلامي في تنمية اقتصاد المملكة.
- تعزيز صورة المملكة محليًا ودوليًا من خلال تحسين جودة المحتوى الإعلامي.
- تطوير منظومة الإعلام لتتمكن من مواكبة التحولات العالمية.
وزير الاعلام السعودي
أعلن وزير الإعلام مؤخرًا عن مجموعة من الإنجازات التي حققها قطاع الإعلام في المملكة، فقد أسهم القطاع في عام 2023 بما يصل إلى 14.5 مليار ريال على مستوى الناتج المحلي. إلى جانب أن الاستثمار في رأس المال البشري للعمل في القطاع أسهم في توفير فرص عمل للعديد من الأفراد، وقد وصل عددها 56 ألف وظيفة.
الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودية
هي جهة حكومية سعودية تأسست بهدف تنظيم قطاع الإعلام المرئي والمسموع في المملكة. تسعى الهيئة إلى تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحماية القيم والمبادئ المجتمعية، وذلك من خلال وضع الضوابط واللوائح التي تضمن تقديم محتوى إعلامي عالي الجودة ومناسب لجميع أفراد المجتمع.
الأهداف الاستراتيجية
تسعى الهيئة إلى تحقيق رؤيتها في تطوير القطاع الإعلامي والتقدم بالمحتوى المحلي بما يتوافق مع القيم والثقافة الاجتماعية في المملكة، ويتناسب مع رؤية 2030. وهي تعمل على تحقيق ذلك من خلال جملة من الأهداف التي تشمل:
- تنمية وتوطين قطاع الإعلام عن طريق تطوير البنية التحتية والمحتوى الإعلامي ككل.
- رفع مستوى الشفافية في قطاع الإعلام وحماية الهوية الوطية.
- تحقيق الاكتفاء في القطاع إلى جانب الوصول إلى التميز التشغيلي.
مهام الهيئة
تتولى الهيئة العامة للإعلام في السعودية مجموعة من المهام التي تتعلق بتنظيم قطاع الاعلام وتطويره، والتعاون مع الجهات الحكومية، وغيرها. ويمكن تلخيص هذه المهام بمجموعة من النقاط، أهمها:
- تتولى الهيئة مسؤولية منح التراخيص اللازمة لجميع الأنشطة الإعلامية، سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة.
- تقوم الهيئة باقتراح الرسوم المناسبة للتراخيص وتعديلها عند الضرورة، بالتنسيق مع الجهات المختصة.
- تعمل الهيئة بالتعاون مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات على تحديد المواصفات الفنية للأجهزة المستخدمة في البث الإعلامي. إلى جانب تخصيص الترددات وتحديد المواصفات الفنية.
- تقوم الهيئة بمراقبة جميع مقدمي الخدمات الإعلامية للتأكد من التزامهم بالأنظمة واللوائح. كما تستقبل الشكاوى المتعلقة بالبث الإعلامي وتقوم بالتحقيق فيها واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وصلنا إلى نهاية مقالنا حول القطاع الاعلامي السعودي. حيث قمنا بإلقاء نظرة على هذا القطاع ودور الإعلاميين والإعلاميات فيه. مرورًا بالحديث عن وزارة الإعلام السعودية والهيئة العامة للإعلام. للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال معهد مسك للفنون رحلة في عالم الإبداع السعودي.