في عالم يشهد تحولًا متسارعًا نحو التطور الاقتصادي والتنموي، يبرز القطاع العقاري كأحد أهم الركائز التي تسهم في تحقيق الاستدامة والنمو. وفي السعودية، يُعد المؤتمر السعودي الدولي للعقار (سايرك) منصة فريدة تجمع بين المطورين العقاريين، المستثمرين، والخبراء لمناقشة مستقبل القطاع العقاري والتحديات التي تواجهه.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة شاملة للتعرف على أهداف المؤتمر، محاوره الرئيسية، والأطروحات المميزة التي يقدمها لتعزيز مكانة العقار كركيزة أساسية للاقتصاد السعودي. تابع القراءة لتكتشف كيف ساهم سايرك في إعادة تشكيل ملامح القطاع العقاري بالمملكة.
حول المؤتمر السعودي الدولي للعقار
يطلق على المؤتمر اسم سايرك كذلك، وهو أحد المؤتمرات السعودية الدولي التي تختص في الاستثمار العقاري، والتحديات التي تواجه العقار، حيث تقوم بتنظيمه اللجنة الوطنية العقارية في مجلس الغرف السعودية. انطلقت أول دورات للمؤتمر في عام 2007م. استمر سايرك بالانعقاد خلال 5 دورات، في عام 2010م، وعام 2013، و2016، وكانت الدورة الخامسة من المؤتمر في عام 2019م، وعقدت هذه الدورة بالتعاون مع الهيئة العامة للعقار.
الهدف من المؤتمر السعودي الدولي للعقار “سايرك”
يهدف المؤتمر من خلال دوراته السابقة إلى إنشاء مجتمع عقاري فكري ومنصة استراتيجية لمناقشة القضايا العقارية في السعودية والمنطقة والعالم. وذلك من خلال اتباع أسلوب علمي ومنهجية مختلفة تقوم على مبدأ العصف الذهني وذلك في سبيل تعزيز مساهمته في الاقتصاد الوطني.
محاور المؤتمر السعودي الدولي للعقار
تضمن مؤتمر سايرك خلال دوراته السابقة على العديد من المحاور الرئيسية، والتي يبلغ عددها أربعة محاور، وهي كالآتي:
- تعزيز مشاركة القطاع العقاري في الاقتصاد والناتج المحلي، ذلك من خلال استكشاف فرص الاستثمار العقاري المتاحة من خلال رؤية السعودية 2030م.
- توفير فرص خاصة للاستثمار العقاري في السعودية، وذلك بما يحقق ويدعم رؤية المملكة 2030م والبرامج المنبثقة عنها.
- التركيز على زيادة دور القطاع العقاري في دعم النمو الاقتصادي في البلاد، وذلك من خلال دراسة التجارب الدولية والاستفادة من أفضل الممارسات التي تعزز من التنمية المستدامة.
- استعراض أهمية الأنظمة والمعلومات في تعزيز السوق العقاري، وذلك من خلال تحفيز النمو الاقتصادي وتطوير التشريعات والقوانين المرتبطة بالقطاع العقاري.
أطروحات المؤتمر السعودي الدولي للعقار
خلال الدورات السابقة التي عرضها المؤتمر، أسفر عنه العديد من التوصيات ومن أبرزها ما يأتي:
- اعتبار الهيئة العامة للعقار المصدر الأساسي والمرجع الأول لتطوير الأنظمة والإجراءات، وذلك بهدف تمكين القطاع العقاري وتوسيع هيكلته للاستثمار في الأنشطة المختلفة، من الصناعة، الترفيه، الرياضة والصحة.
- نقل اختصاصات التسجيل العيني للهيئة العامة للعقار، وذلك في سبيل تحسين توثيق الأصول العقارية والاستفادة من التجارب الدولية الناجحة.
- تحويل صندوق التنمية العقاري إلى بنك إسكان وذلك في سبيل جعله يلعب الدور الأكبر في عمليات التمويل المباشر ووفق البرامج المحددة.
- من الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للعقار تم إنشاؤها بناءًا على أحد قرارات المؤتمر، إلى جانب ذلك تم إقرار المحاكم العقارية وإقرار نظام الرهن العقاري، إلى جانب إنشاء الهيئة السعودية العامة للمقيمين.
أهمية المؤتمر السعودي الدولي للعقار
يحظى مؤتمر سايك باهمية كبيرة وذلك بسبب ما يحققه من نتائج وما يقدمه من أطروحات مميزة ذات أثر على السوق العقاري السعودي، وتتلخص أهمية المؤتمر في تحفيز الابتكار في المجال العقاري، كما يوفر فرصة للتواصل بين المطورين العقاريين والمستثمرين والجهات الحكومية والخبراء في المجال، كما يركز المؤتمر على التخطيط والتنمية المستدامة في البناء العمراني. وفيما يلي أبرز النقاط التي تظهر أهمية المؤتمر:
تنمية القطاع العقاري
حيث يساهم المؤتمر في تعزيز دور القطاع العقاري كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني في السعودية. إلى جانب دوره في دراسة وتطوير التشريعات والسياسات العقارية بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030م. تُعقد هذه الفعالية بشكل دوري وتجمع بين كبار المطورين والمستثمرين، مما يتيح لهم فرصة تبادل الأفكار والخبرات. كما يُعتبر المؤتمر نقطة التقاء للمهتمين بالعقار، حيث يتم مناقشة التحديات والفرص المتاحة في السوق، مما يُعزز من مكانة السعودية كمركز رائد للاستثمار العقاري في المنطقة.
جذب الاستثمارات للقطاع
حيث يعتبر المؤتمر منصة لعرض فرص الاستثمار العقاري المتاحة في السعودية، كما يساهم في جذب المستثمرين المحليين والدوليين، وذلك من خلال تسليط الضوء على المشاريع العقارية الكبرى في السعودية. حيث يعتبر المؤتمر منصة رائدة لعرض فرص الاستثمار العقاري المتاحة في السعودية، إذ يتيح للمشاركين التعرف على أحدث المشاريع العقارية الكبرى والمبادرات الحكومية التي تهدف إلى تطوير القطاع العقاري. يعمل المؤتمر على جذب المستثمرين المحليين والدوليين من خلال توفير مساحة للحوار والتواصل المباشر بين المطورين العقاريين، المستثمرين، والخبراء في المجال.
تعزيز الاقتصاد الوطني
وذلك من خلال زيادة مساهمة القطاع العقاري في الناتج المحلي الإجمالي، ودعم رؤية المملكة 2030، وذلك في سبيل جعل القطاع العقاري أكثر مرونة وفعالية بما يحقق التنمية الاقتصادية. كما يسعى المؤتمر إلى وضع خطط واضحة تساهم في جعل القطاع أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية، وذلك عبر تحسين التشريعات والتنظيمات العقارية وتحفيز الابتكار التكنولوجي.
حول اللجنة الوطنية العقارية
تم إنشاء اللجنة العقارية الوطنية في السعودية في عام 1989م، وتعتبر تابعة لمجلس اتحاد الغرف السعودية، ومن أحد اللجان الرئيسية فيه، تعمل هذه اللجنة على تطوير وتنمية وخدمة القطاع العقاري السعودي، وتعزيز مشاركته في النشاط الاقتصادي، وذلك من خلال دراسة المشكلات والمعوقات التي تواجه القطاع العقاري وإعداد خطط لحلها. كما تقوم اللجنة بالعديد من المهام ومنها متابعة الأنظمة والقرارات المتعلقة بالقطاع العقاري بالسعودية، واقتراح التعديلات اللازمة لها.
في سياق الحديث عن مؤتمر سايرك، تعرف على مؤتمر ومعرض افاق ومستقبل القطاع العقاري في السعودية إلى جانب القمة العالمية للبروبتك : حدث عالمي في مجال التقنية العقارية
في الختام، تولي السعودية الاهتمام الكبير للقطاع العقاري، وذلك في سبيل دعم رؤية 2030م، والتي تهدف إلى دعم التنوع الاقتصادي في السعودية، وتقليل اعتماده على النفط. في سبيل ذلك تركز السعودية على عقد المؤتمرات العقارية التي تسلط الضوء على الفرص المتاحة في السوق العقاري السعودي، وتجذب المستثمرين إليه. حيث يعتبر مؤتمر سايك من المؤتمرات التي ساهمت في تحقيق تلك المنفعة على السوق العقاري السعودي.
تحدثنا خلال هذا المقال عن المؤتمر السعودي الدولي للعقار وأبرز محاوره وأطروحاته. لقراءة المزيد من المقالات المنوعة قم بزيارتنا عبر موقع مدونة بيوت السعودية