مر البيت السعودي عبر التاريخ بمراحل تطور شتى من حيث الاستخدام في مادة البناء ومساحة المنزل وتقسيمه، ومع ما يمر به العالم من تطور علمي وتكنولوجي فما كان من شأن المنازل والأساليب المستخدمة للعمارة إلى أن تطور معها، بما يتماشى مع حاجات الإنسان في العصر الحديث وبما يحقق له الفعالية والكفائة والاستدامة لأقصى فترة ممكنة.
نتحدث في هذا المقال عن مراحل تطور البيت السعودي إلى ما وصل إليه الآن، إضافة إلى بعض المؤثرات التي ساهمت في التطور العمراني على مستوى المملكة وما عادت به من فوائد اجتماعية واقتصادية.
نبذة تاريخية في تطور البيت السعودي
بدأ البيت السعودي كغيره من المساكن التي سعى الإنسان إلى تشييدها قديماً، حيث كان يبحث عن المواد الأولية التي تجعل من تشكيل المأوى ممكناً فبدأ البيوت صغيرة الحجم باستخدام الطين كما وجد من أشكال العمارة التراثية في منطقة نجد، ولكن وسرعان ما دعت الحاجة إلى إيجاد مواد أفضل لبناء وذات قدرة أكبر على التحمل.
فبدأت البيوت التي تستخدم الحجر بالظهور وتلاها استخدام المواد المقوية كالحديد، مما جعلها أكثر قدرة على التحمل ومتانة، ومن ثم تم إدخال المواد الخرسانية والاسمنتية في البناء كمادة أساسية حيث نرى معظم المباني على اختلاف أنواعها في وقتنا الحالي تستند إلى هذه المواد، حيث تطور العمران بشكل سريع جداً منتجاً معه أجمل المباني وناطحات السحاب على مستوى العالم في المملكة العربية السعودية.
العمارة التقليدية في المملكة العربية السعودية
من المعروف اتساع المساحة الجغرافية للمملكة العربية السعودية، حيث ظهرت أنواع مختلفة من العمارة التقليدية في مناطق المملكة المختلفة إلى أنها تتوحد جميعاً في طابعها العربي الأصيل الذي يعكس التراث العمراني السعودي المليئ بالزخارف والنقوش العربية والإسلامية ذات التصميم الفريد.
حيث نجد ومع التطور العمراني والبناء الحديث ما زالت حتى أحدث المنازل والمباني السكنية تحافظ على النمط الإسلامي في العمارة والزخرفة، حيث ترمز إلى الرقي والبساطة، وعادة ما يضم المنزل أجزاء رئيسية قد يكون بعضها معروفاً للكثير نذكر أهمها، الصالة حيث يجتمع أفراد العائلة ويقضون معظم وقتهم،إضافة إلى مجلس الرجال ومجلس النساء وعدد من الملحقات التي قد تكون مبنى أو غرفة خارج المنزل أو متصلة بالمبنى الرئيسي.
العصر الحديث ونمط البناء السائد في المملكة
مع التطور العمراني الحديث والتغير المستمر والسريع في الاحتياجات لدى السكان في المملكة، برز نوع معين من البناء كنمط سائد وهو “الفيلا”، حيث يعتبر بشكل عام مناسب لسكن العوائل لما يوفره من خدمات مختلفة ومساحات مناسبة إضافة إلى الخصوصية التي يحظى بها سكان هذا النوع من العقارات.
فمع الطلب المتزايد في السوق على هذا النوع من البناء، قامت المملكة العربية السعودية ضمن رؤية المملكة 2030، بتوجيه وزارة الإسكان والهيئة العامة للعقار لتشيد مشاريع سكنية توفر الطلب بما يتناسب مع احتياجات المواطن وقدراته لتلبية حاجات السوق وتحسين المعيشة للمواطن السعودي وتسهيل حصولهم على المساكن.
تطورات البيت السعودي والاقتصاد
يعتبر العقار السعودي من أهم مؤشرات الاقتصاد في المملكة ومن العوامل الرئيسية المؤثرة به، نظراً لتنوع الفرص الاستثمارية لا سيما في قطاع العقار السكني، حيث أنه وكما ذكرنا سابقاً في الاتساع الجغرافي للمملكة العربية السعودية تتنوع أنواع العقار السكني التي يمكن تشييدها فهنالك المناطق الساحلية والمناطق الصحراوية وغيرها الكثير من المناطق مختلفة المناخ والطبيعة.
حيث أن التأثير الذي تفرضه طبيعة هذه المناطق على أسعار الأراضي التي سيتم استخدامها في ما بعد للتطوير يؤثر على أسعار العقارات السكنية، لاسيما النمط السائد عند بناء منزل “الفيلا”، حيث يعمد الكثير إلى جعل المنزل مكون من دورين أو أكثر وذلك يسمح بالتوسع بالبنيان بشكل عمودي مما يزيد من المساحات التي يمكن استغلالها في المنزل ويقلل من التكاليف الناتجة عن العمار. مما ينعكس بشكل إيجابي في معظم المناطق بأسعار معتدلة لهذا النوع من المسكن.
هكذا وبلمحة سريعة نكون قد ذكرنا أهم مميزات تطور البيت التراثي إلى ما وصلنا إليه اليوم من أنواع بناء منازل مختلفة، عسى أن نكون قد قدمنا قراءة ممتعة مفيدة، إذا أعجبك هذا المقال فلابد أنك سترغب بالاطلاع على مواضيع عقارية وتاريخية ذات صلة مثل مدينة حائل.. عروس شمال نجد أو جبال مكة المكرمة.. تعرّف على أشهر 8 جبال محيطة بها.
أو قد تجد معلومات مفيدة لك إذا كنت مشرفاً على بناء منزلك في النصائح التي نقدمها في كل من مقالتنا التالية نصائح مهمة لمعرفة تكلفة بناء منزل إضافة إلى الخطوات الأمور التي يجب مراعاتها ونصائح عند بناء منزل. كل هذا وأكثر من مواضيع شيقة تجدها عند متابعتك لمدونة بيوت السعودية المدونة العقارية الشاملة