في حين تطوّرت واختلفت فنون العمارة في السعودية بعد اكتشاف واستخراج النفط بدءً من ثلاثينيات القرن الماضي لتصبح متشابهةً إلى حدٍ بعيد في مختلف المناطق والأقاليم؛ فإنه يُمكن للرائي ملاحظة وإدراك التمايز والتباين في الطرازات والأنماط المعمارية تِبعاً لاختلاف المناطق وطبيعتها وتكوينها لدى مشاهدة ومعاينة البيوت الشعبية القديمة في مختلف أنحاء المملكة، إذ تميّزت العقارات الشعبية في السعودية بكونها مستوحاةً من طبيعةِ المناطق والأقاليم التي تُبنى فيها داخل المملكة، ومما تحوز عليه كُلاً من هذه المناطق من عناصر وموارد طبيعية وتركيبةٍ جغرافية فريدة ومتميزة جنباً إلى جنب مع كونها تتميز البيوت الشعبية بوجود زخارف هندسية ملونة عليها بشكلٍ بهي ومبهج.
في هذا المقال نسرد بعضاً من أهم معلومات عن البيوت الشعبية في السعودية، وذلك بما يشمل توضيح أنواع البيوت الشعبية في المملكة، وأبرز ما يميزها، إلى جانب الحديث عن ترميم البيوت الشعبية، والمزيد من المعلومات المهمّة في هذا الصدد.
أنواع البيوت الشعبية في المملكة العربية السعودية
تختلف أنواع العقارات الشعبية القديمة في السعودية بناءً على البيئة المحيطة ومواردها، إذ كان يجري الاعتماد على هذه الموارد في بناء المنازل والبيوت، مما جعل هذه الأبنية منسجمة مع الجو العام للمدن والبلدات التي تنشأ فيها، وفي ما يلي نستعرض بعضاً من نماذج وطُرز بناء البيوت الشعبية القديمة في السعودية تِبعاً لتقسيم جغرافي يُراعي الفروقات في ما بينها:
البيوت الشعبية القديمة في وسط وشمال السعودية
تزخر مناطق وسط وشمال السعودية بما تضمه من بيوت قديمة من الطين جنباً إلى جنب مع البنايات والعقارات الحديثة والفاخرة، ويعود ذلك النمط أو الطراز المعماري قديماً للطبيعة الصحراوية التي تتسم بها هذه المناطق ومن الأمثلة على ذلك فيما يخص العقارات الشهيرة المبنية من الطين قديماً؛ كُلاً من حصن المصمك وقصر المربع في الرياض، وبرج الشنانة في القصيم، وقلعة القشلة في حائل، وتجدر الإشارة هنا إلى أنها قد تترصع البنايات في الشمال والشمال الغربي من السعودية في بعض الأحيان باشتمالها على اللِبن والحجر جنباً إلى جنبٍ مع الطين، وذلك تِبعاً لطبيعة المناطق وبيئاتها، ومن الأمثلة على ذلك؛ كُلاً من مسجد الخليفة عمر بن الخطاب، وقلعة مارد وبلدة العُلا القديمة.
البيوت الشعبية القديمة في المنطقة الغربية
من ناحية أخرى؛ فلقد بدت البيوت والأبنية التراثية في المنطقة الغربية من السعودية، قائمة بالاستعانة بالحجر المنقبي البحر، كما تميّزت المنازل في هذه المنطقة بنوافذ الرواشين وتميزت بتعدد الأدوار في عديد من الأحيان، وذلك كما يمكننا أن نلحظ في كُلٍ من منطقة مكّة المكرّمة، ومنطقة جدة التاريخية وعموم المناطق الغربية المُطلة على البحر الأحمر.
البيوت الشعبية القديمة في المنطقة الشرقية
طبيعة الخليج العربي من جانبٍ آخر؛ كان لها تأثيرها الواضح على طراز بيوت شعبية قديمة في المناطق الشرقية المُطلة على بحر العرب؛ فلقد تميّزت المساكن والعمارات التراثية في المنطقة الشرقية باستخدام الحجر الجيري المرجاني في بنائها، وتوظيف عناصر ومكوّناتٍ معمارية من قبيل “ملاقف الهواء” والنقوش الجصية المحفورة، وجذوع النخيل في الأسقف، وغيرها من العناصر الأخرى، ومن الأمثلة على هذه الأنماط المعمارية؛ كُلاً من بيت البيعة والمدرسة الأميرية في الهفوف وعموم الأحساء، وكذلك العقارات الشعبية في كُلٍ من القطيف ووسط الدمام أيضاً.
البيوت الشعبية القديمة في الجنوب
ولقد طغت كذلك الطبيعة الزراعية في المناطق الجنوبية على النمط والطراز المعماري فيها؛ وناهيك عن كون الأبنية كانت معتمدةً على الحجر وتعدد الأدوار أو الطوابق؛ فلقد استخدمت الألوان المستخرجة من الأصباغ النباتية في النقوش الداخلية، وهو ما غدى يُعرف بالفن العسيري على المستوى العالمي، وتبرز البراعة والمهارة كما يبرز التميّز بطريقة البناء في كنف الجبال الزراعية والخضراء في المناطق الجنوبية من السعودية، ومن الأمثلة على ذلك كُلاً من قرية العكاس والجبل الأخضر في أبها، وقرية رُجال التراثية في رجال ألمع، والقرية القديمة في منطقة النماص، وقرية ذي عين في الباحة.
وإجمالاً؛ فإن هذا ما يدُل على ما تزخر به المملكة من أنماط وطُرزٍ معمارية فريدة ومتميزةٍ بشكلٍ مُذهل ينم عن التنوع الجغرافي والثقافي الذي تحوز عليه البلاد، وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى استخدام “المشربية” في البيوت الشعبية السعودية القديمة من مختلف المناطق داخل المملكة، وتُعرف المشربية بكونها فن معماري فريد وأنيق ومتميز انطلق من المنطقة العربية إلى العالم أجمع حتى اليوم، وهي تُستخدم كنظام تبريد للتخفيف من الحرارة العالية وتتخذ من إطارات النوافذ خصوصاً العالية منها مكاناً لها.
أهم مميزات البيوت الشعبية في السعودية
تتجلى ميّزات عديدة ومختلفة في البيوت الشعبية القديمة بالسعودية، مما يخلق رغبة لدى العديد من السكّان بالتوجه لإيجاد عقارات شعبية للبيع بغرض السكن فيها، وتتمثل أبرز هذه الميّزات؛ بما تبعثه البيوت الشعبية أو التراثية السعودية في النفوس من شعورٍ بالأصالة والعراقة وعبق التراث والحضارة الراسخين بجذور التاريخ، ضِف إلى ذلك المظهر المميز والفريد لهذه المنازل أو البيوت ونمط تصميمها وبناءها المستقى من طبيعة المدينة والمحيط حولها، وكذلك فإن البيوت الشعبية القديمة في السعودية تهب السكّان خصوصية كبيرة أيضاً، إذ جرى تصميمها بمراعاة هذه الجزئية بقدرٍ عالٍ، فضلاً عن مراعاة الظروف الجوية في تقنيات بناء البيوت الشعبية أو التراثية بحيث تكون باردة في الصيف ودافئة في الشتاء عادةً، كما أنه قد يجد الباحث بيوت شعبية للبيع بأسعارٍ زهيدة أو مناسبة بخلاف البيوت العصرية التي ترتفع أسعارها مقارنةً بالبيوت الشعبية، ولذا فإن العديد من العوائل والأشخاص يبحثون أحياناً عن بيوت شعبيه للبيع في الرياض أو في جدة أو غيرها من المدن، أو عن بيوت شعبيه للايجار بالرياض أو جدة أو مكة أو المدينة أو غيرها من المُدن الأخرى أيضاً، وذلك بُغية الحصول على هذه المميزات واغتنامها.
ترميم البيوت الشعبية في السعودية
تحافظ الجهات المعنية مثل وزارة الإسكان وغيرها من الجهات الأخرى في السعودية على ترميم البيوت الشعبية في المملكة بوصفها إرثاً حضارياً مهمّاً يشير إلى مراحل وفترات تاريخية من عمر المملكة وتاريخها، ذلك إلى جانب ضرورة ترميم البيوت الشعبية عطفاً على كونها مبنية من الطين وموادٍ قابلةٍ للضعف مع تعاقب السنوات والظروف الجوية المختلفة، ولذا فعادةً ما يقوم سكّان البيوت الشعبية بترميمها بين الحين والآخر أيضاً للحفاظ على سلامتها وقوامها على نحوٍ آمن وبشكلٍ بهي يحفظ جمالياتها أيضاً.
بهذا نكون قد قدّمنا لك في هذا المقال؛ معلومات عن البيوت الشعبية القديمة في السعودية بشكلٍ وافٍ ومتكامل يشمل كُلاً من استعراض أبرز أنواع البيوت الشعبية في المملكة، وتوضيح مميزات البيوت الشعبية في السعودية، والحديث ترميم البيوت الشعبية وأسباب توجه البعض لشراء أو استئجار بيوت شعبية للبيع أو للإيجار في السعودية أيضاً.
إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من المقالات الأخرى المهمّة والشيّقة؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدوّنة بيّوت السعودية والبقاء على اطّلاعٍ بكُلِ جديدٍ أولاً بأول.