ماذا لو لم تبنى المساجد؟ وما هو أول مسجد بني في الإسلام؟ وما هي التحديات التي تواجه بناء مسجد في الخارج؟ وكيف تطور بناء المساجد عبر الزمن؟
منذ فجر الإسلام اتخذ بناءِ المساجد مكانةً ساميةً في قلوب المؤمنين، فكان لبنةً أساسيةً في تكوين المجتمع المسلم، ورمزًا إيمانيًا شامخًا، حيث إنه لا تمثل المساجد مجرد جدران من حجر أو طوب، بل هي بيوت للعبادة ومراكز لنشر العلم، وفضاءات للتواصل والتآلف بين أفراد المجتمع، ولا تزال رحلة بناءِ المساجد مستمرة حتى يومنا هذا، ففي كل يوم يبنى مسجد جديد في مكان ما من العالم لينير دروب المؤمنين، ويعلي راية الإسلام.
تاريخ بناءِ المساجد
مع فجر الإسلام في الربع الأول من القرن السابع الميلادي ظهر أول مسجد، ومنذ ذلك الحين انطلقت رحلة بناء مساجد على نطاق واسع، فامتدت من إندونيسيا في الشرق إلى شبه الجزيرة الإيبيرية وجنوب الصحراء الإفريقية في الغرب، لتصبح منارات إيمانية تنير دروب المؤمنين في كل مكان من العالم.
وفيما يتعلق بأول مسجد في الإسلام هو مسجد قباء في المدينة المنورة؛ حيث أن بناءه كان على يد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- برفقة المسلمين، وكان هذا المسجد هو عبارة عن مساحة مربعة محاطة بجدران من الطين والحجر، وكان جزء من سقف المسجد مغطى بسعف النخيل الذي يغطيه طبقة من الطين، فكان المسجد ذو بناء بسيط.
حيث بدأ بناءِ المساجد بشكل بسيط ومتواضع ومع مرور الزمن تطورت أساليب البناء وأصبحت معاصرة وأصبحت معالم معروفة يزورها السياح ويتعبدون فيها؛ مثل مسجد قرطبة ومسجد آيا صوفيا والمسجد الحرام، وكلها كانت تدل على مدى اهتمام المسلمين بالدين واهتمامهم بإعمار بيوت الله.
تطور بناء المساجد عبر الزمن
لأن بناءِ المساجد كان في مختلف بقاع الأرض، فإن لكل شعب ودولة نظامها وطريقتها وأسلوبها في العمارة والتصميم، ورغم كل الاختلافات والتطورات إلا أن جوهر المسجد هو نفسه، فبعد أن كان بناء أول مسجد؛ ألا وهو مسجد قباء فقط من الطوب واللبن، أصبح فيما بعد بناء المساجد معاصرًا بشكل أكبر فظهرت تصاميم معمارية مختلفة وتم استخدام مواد بناء عديدة مثل الرخام والزجاج والفسيفساء.
كما أنه تم إضافة عناصر معمارية على المساجد كالمآذن والمحاريب والقباب، وهناك مساجد يقصدها الزوار والسياح وهي معالم شهيرة، ومن الأمثلة على المساجد التاريخية: المسجد الأموي في دمشق ومسجد آيا صوفيا في اسطنبول ومسجد قرطبة في إسبانيا، بينما أشهر المساجد الحديثة هي: المسجد الحرام في مكة المكرمة، ومسجد الملك فيصل في باكستان، ومسجد الشيخ زايد الكبير في الإمارات العربية المتحدة.
ما هي أهمية بناءِ المساجد؟
إن بناءِ المساجد هو أمر من الله، والغاية كانت في زمن الرسول ليس فقط أداء الصلاة، بل كانت المساجد أماكن يجتمع فيها المسلمون من أجل الشورى ومن أجل استقبال القبائل والوفود، كما أنها كانت مكانًا لانطلاق الجيوش.
بالإضافة إلى ذلك فهي كانت قاعدة من أجل القيام بجميع الأمور التي تتعلق بالمجتمع المسلم وبالدولة الإسلامية، ولم يقتصر بناءِ المساجد على الدول العربية فقط فهي تبنى أيضًا في الخارج، ولها أهمية كبيرة ومنها:
توفير مكان للعبادة
وبخاصة في الدول التي لا يوجد فيها عدد كافٍ من المساجد، حيث أنه في معظم بلدان العالم يتواجد مسلمون يحتاجون لتوفر مساجد من أجل العبادة.
نشر الإسلام
حيث تساعد المساجد بشكل كبير في نشر الإسلام، وفي تعريف الآخرين به، فكل من يرغب بالتعرف على دين الإسلام يتوجه إلى المساجد.
تعزيز التواصل بين المسلمين
ولأن المساجد وبخاصة في خارج البلدان العربية هو مكان لالتقاء المسلمين؛ سيكون وسيلة يتعرف من خلالها المسلمين على بعضهم البعض.
ما هي التحديات التي تواجه بناء المساجد في الخارج؟
بالتأكيد يواجه بناء المساجد في الخارج العديد من التحديات، ومنها:
قلة التمويل
حيث إنه من الصعب جمع التبرعات في دولة أجنبية من أجل بناء مسجد، وحتى المسلمين أنفسهم قد لا يملكون القدرة المالية الكافية لتمويل بناء مسجد.
القوانين
فهناك بعض الدول التي تضع قوانين صارمة من أجل بناءِ المساجد، وحتى أن هناك بعض الدول التي تعارض بناءِ المساجد من الأصل، ويجب الحصول على تراخيص عديدة قبل البدء في بناء المسجد، كما أن بعض الدول قد تعارض بناءِ المساجد في مناطق معينة.
التعصب والتفرقة
فقد يكون هناك زوار للمسجد بدوافع عرقية أو فكرية أو سياسية، وحتى أنه قد تحدث مشاكل تصل إلى الشتم والضرب واستخدام السلاح الأبيض في داخل المسجد.
وفي الختام تم الحديث عن تاريخ بناء المساجد ومتى بدأ وأول مسجد بني في الإسلام، ألا وهو مسجد قباء، وتم الحديث كيف تطور بناء المسجد عبر الزمن من طوب ولبن إلى زجاج وفسيفساء وغير ذلك، بالإضافة إلى ذلك تم ذكر أهمية بناء المساجد للمسلمين وللمجتمع، وذكرت التحديات التي قد يواجهها بناءِ المساجد في الخارج؛ أي الدول الغير عربية.
إذا أردت معرفة معلومات أخرى حول المساجد في المملكة العربية السعودية يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية.